قرر الأكراد إرسال وفد حكومي إلى بغداد لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها أوائل الشهر الجاري، مؤكدين أن قرار إنزال الأعلام الكردية في قضاء خانقين لم تصدره رئاسة الوزراء، وإنما أصدره مسؤول في وزارة الداخلية بالتفاهم مع الشرطة المحلية في محافظة ديالى. وجاء في البيان الختامي لاجتماع عقدته القيادات الكردية برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني أمس أن المجتمعين قرروا «إرسال وفد حكومي إلى بغداد لحل الملفات العالقة، وتشكيل لجنة سياسية عليا من القوى والأحزاب في الإقليم، وتقوية تمثيل الأكراد في بغداد، فضلاً عن تعيين مراقبين سياسيين اثنين من قبل رئيس الحكومة ورئيس الإقليم لمتابعة الأعمال والملفات بين بغداد وأربيل». وكان وفد حزبي كردي أجرى محادثات في 4 الشهر الجاري في بغداد ، على أن يتبعه وفد حكومي «فني» لتسوية الخلافات القديمة والتي برزت عقب مطالبة بارزاني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسحب قانون النفط والغاز من البرلمان «الذي أرسل من دون علم الأكراد»، محذراً من «التفرد» بالسلطة في اتخاذ القرارات. وغابت حركة «التغيير» التي تقود المعارضة عن اجتماع أمس، وأعلنت أنها لم تكن من المشاركين في اتفاق أربيل، كما أنها لا تنتمي إلى «ائتلاف الكتل الكردستانية» في البرلمان. إلى ذلك، أشار البيان الختامي لاجتماع القوى إلى أن «قرار إنزال الأعلام الكردية من على المباني الحكومية في خانقين لم يصدر من الحكومة المركزية، وإنما صدر من مسؤول في الداخلية بالاتفاق مع مديرية الشرطة في محافظة ديالى». وأكد أن «الأعلام لن يتم إنزالها بأي شكل من الأشكال». وكانت قيادات «الاتحاد الوطني» عقدت اجتماعاً أول من أمس برئاسة زعيم الحزب جلال طالباني حذرت فيه من أن «الهوة أخذت تتسع يوماً بعد يوم بين قسم مهم من القوى والأطراف السياسية العراقية، وأن الثقة وصلت إلى مستوى خطير بين هذه الأطراف»، مشيرة إلى «ضرورة تبادل الآراء والأفكار مع الحزب الديموقراطي الكردستاني والأطراف الكردستانية الأخرى». إلى ذلك، قال رئيس برلمان الإقليم كمال كركوكي خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس إن الأكراد «مستعدون للتخلي عن كل شيء من أجل علمهم حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم»، متهماً «مقربين من المالكي بإثارة المشاكل». واستبعد كركوكي أن تكون أوامر إنزال العلم قد صدرت من المالكي شخصياً، وأضاف «يحتمل أنها صدرت من الشرطة المحلية»، معرباً في الوقت نفسه عن استعداد الإقليم «لدعم تشكيل أي إقليم في باقي مناطق العراق». وأقدم أحد المحتجين على إحراق نفسه وسط تظاهرة شارك فيها آلاف الأكراد في خانقين، احتجاجاً على قرار إنزال الأعلام الكردية، وتمكن المتظاهرون من إنقاذه ونقله إلى المستشفى، وحمل المتظاهرون علماً كردياً بطول 40 متراً، وقدموا مذكرة احتجاج إلى المسؤولين المحليين لرفعها إلى الحكومة المركزية، مطالبين بالإسراع في تنفيذ المادة 140 من الدستور.