إحتفل السباح الأسترالي ايان ثورب بعيد ميلاده ال30 بالتزامن مع صدور كتاب سيرة حياته "هذا أنا ايان ثورب"، الذي جاء "صدامياً" في بعض فصوله، خصوصاً أنه تضمّن تفاصيل مجهولة أخفاها حتى عن أهله. "التوربيدو" ثورب، حامل خمس ذهبيات أولمبية في دورتي سيدني 2000 وأثينا 2004، و11 لقباً عالمياً، عاش الضغط الكبير، وهذا طبيعي بالنسبة لبطل من طينته، لكنه حاول التخلّص منه بطريقة لا تمت إلى عالم الأبطال الرياضيين بصلة. وكانت صحيفة "سيدني هيرالد مورنينغ" نشرت فصولاً من الكتاب، الذي بات حديث عالم السباحة والوسط الرياضي في أستراليا. فقد إعترف ثورب، الذي فشل في التأهل إلى منافسات السباحة في دورة لندن الأولمبية بعد عودته عن إعتزاله وغيابه عن الأحواض 7 اعوام، أنه إقترف "خطأ سلوكياً كبيراً، على رغم أن ذلك لم يؤثر سلباً في مسيرته". ويعزو بعض الإنجازات إلى ذلك السلوك "في تلك الفترة القاسية. فقد حققت أفضل النتائج في فترة انهياري. كانت بقعة مظلمة لجأت اليها وإختبات فيها. دوايت حالة الإنزعاج والضيق بتناولي كميات كبيرة من الكحول. كانت الوسيلة الوحيدة كي أخلد إلى النوم. طبعاً لم يكن ذلك كل مساء، لكن درجت عليه غالباً بين العامين 2002 و2004 حين كنت أتحضّر للدفاع عن ألقابي الأولمبية في أثينا. كنت أعاقر الخمرة بمفردي". اللافت أن عائلة ثورب لم تطّلع على هذه الحقيقة الا بعد طباعة الكتاب، "لأني أخفيت الأمر عنهم كي تبقى في مخيلتهم صورة الولد المثالي في طباعه"، كما يعلل السبب. ويضيف "التوربيدو" في أحد فصول كتابه: "أعرف أن رد فعل والدتي سيكون البكاء، وستلومني لأني لم أخبرها حقيقة الأمر. لكنها ستكون فخورة بي لأنني قررت التخلّص من عبء هذا الماضي بطريقة ما. أما والدي فهو مؤمن ورع وأعتقد أنه يلزمه وقت لاستيعاب الموقف. وسأجد من دون شك التعاضد منهم جميعاً". في سن ال15، أضحى ثورب أصغر سباح يتوّج بطلاً للعالم حين فاز بسباق ال400 م. لكن هذا التألق لم يجنّبه لاحقاً التفكير بالانتحار ومحاولته ذلك، قبل أن يتراجع في اللحظة المناسبة "لأن الأمر بدا سخيفاً، ولا يستحق أن أدفع حياتي ثمناً للا شيء". كما يستغل ثورب كتاب سيرته للردّ بطريقة غير مباشرة على من "يتهمه" بالشذوذ، مورداً أنه يميل كثيراً إلى الفتيات ويعجب بهن، ويتطلّع لتأسيس أسرة، ربما بعد رهانه الأخير المتمثل بالتأهل لبطولة العالم المقررة الصيف المقبل في برشلونة، وقد عاود التدريب سعياً وراء هذا الهدف.