عادت قضية مقتل الطفل مشاري البوشل، إلى نقطة الصفر، بعد 18 جلسة عقدتها المحكمة الكبرى في مدينة الدمام، كانت آخرها أمس. إذ قرر القاضي الجديد ناظر القضية، تأجيل الجلسة، ريثما يصل تقرير طبي، عن الطفل بعد وفاته، بخلاف التقارير الطبية السابقة، التي كانت من أسباب التأجيل المتواصل للقضية، بسبب عدم وصولها تارة، وعدم توقيعها أخرى، ومرة ثالثة لعدم ختمها بختم المستشفى. وحددت المحكمة، موعداً للجلسة المقبلة، يوم الثلثاء 27 من محرم المقبل. وقال أحمد عبد الرحمن البوشل، والد الطفل مشاري، الذي قضى قبل ثلاث سنوات بسم الفئران، على يد عاملة منزلية: «طلبت المحكمة اليوم (أمس) من هيئة التحقيق والادعاء العام، تقرير الطبي الشرعي، موضحاً فيه السبب الرئيس لوفاة الطفل. كما طلبت من مستشفى الملك عبد العزيز في الظهران، تقريراً عن الوضع الصحي لمشاري، منذ ولادته وحتى وفاته». وتمنى البوشل، في تصريح ل «الحياة»، من الجهات التي طلبت منها المحكمة خطابات، «التجاوب السريع، والتعاون معنا، حتى لا تتأخر القضية أكثر من ذلك، وحتى لا تتواصل معاناتنا، مع مسلسل الجلسات والقضايا، فلقد تعبنا من التأجيل المتواصل». وكانت الجلسة الماضية، في القضية تأجلت بسبب انتهاء انتداب القاضي ناظر القضية، إلى محكمة الدمام، وعودته إلى الرياض. فيما تأجلت جلسات سابقة، بسبب عدم وصول التقارير الطبية من مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، ومستشفى القوات المسلحة في الرياض، ومركز مراقبة السموم في الدمام، أو عدم ختمها أو توقيعها. إضافة إلى مطالبة القاضي بتزكية محققي هيئة التحقيق والادعاء العام، والمترجم الذي تولى ترجمة التحقيق مع المتهمة إلى اللغة الإندونيسية. وعبر البوشل، عن شعوره ب «الإحباط» من تكرار التأجيل. وقال: «نشعر بآلام نفسية مضاعفة، وكل ما أطالب به وأسرتي حسم هذه القضية، وإنزال شرع الله في المتهمة، التي فجعتنا في ابني». وأضاف أنه «قبل كل جلسة أشعر بالتفاؤل، وزادت جرعة الأمل قبل هذه الجلسة، لاعتقادي أنها ستكون الأخيرة. ولكن خابت آمالي، وخرجت من المحكمة خالي الوفاض». وتواجه العاملة المنزلية تهمة قتل الطفل مشاري البوشل، الذي كان يبلغ عمره حينها أربعة أشهر، من طريق وضع سم مُخصص لقتل الفئران في رضعته، أثناء غياب الأم، ما أدى إلى تدهور صحته. على رغم محاولات الأطباء في مستشفيات عدة في المنطقة الشرقيةوالرياض إنقاذه. إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد نحو شهر ونصف الشهر من المعاناة، إثر إصابته بزيادة في «إنزيمات الكبد»، وحموضة وسيلان شديدين جداً في الدم، إضافة إلى اضطرابات في القلب. واعترفت العاملة المنزلية «نورية» في إحدى الجلسات بقتل الطفل مشاري، ثم عادت وأنكرت، ثم اعترفت مرة أخرى.