تكالبت الأحزان على أسرة الفقيد يوسف الملا، وهي تواريه عصر أمس، الثرى، بعد أداء صلاة الميت عليه، في جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في الخبر. إلا أن وقع «الفاجعة» كان أكبر على زوجة الفقيد، التي سمعت بخبر وفاة زوجها بعد خروجها من العناية المركزة في إحدى مستشفيات الخبر، ما أدخلها في نوبة بكاء «حادة»، أدت إلى انهيارها. فيما نجت الزوجة من الموت، حين هاجمها السائق الآسيوي، فور وصولها إلى المنزل، بعد منتصف الليلة التي وقعت فيها الجريمة، حين كانت عائدة من خارج المنزل، برفقة شقيقها، لتشاهد زوجها يسبح في بركة من الدماء، بعد تعرضه لإصابة في الرأس. بيد أن إطلاقها صرخات الاستغاثة أربكت السائق، الذي كان حينها مخموراً، فهرب من المكان، بعد أن سدد لها ضربة بزجاجة على وجهها، مما تسبب لها في جروح، تخضع حالياً، للعلاج منها. وبحسب ما أكدت مصادر قريبة من الأسرة، إلى «الحياة»، فإن سبب الخلاف الذي أدى إلى قتل الزوج، هو رغبة القتيل الملا في تسفير السائق في شكل نهائي، وذلك ما دفع السائق بحسب ما ذكره بعض أفراد الأسرة «إلى الإقدام على هذا الفعل الإجرامي، وكسر زجاجة على وجه الزوجة». وتحفظت الأسرة عن كشف المزيد من ملابسات الحادثة، في ظل الصدمة التي يعيشونها، في أعقاب الجريمة «البشعة» التي حلت في فقيدهم، «المعروف في مدينة الخبر بحسن أخلاقه، وتعامله الإنساني مع الجميع»، كما أكد معزون التقتهم «الحياة» أمس. وكان الفقيد يشغل قبل تقاعده مديراً إقليمياً في المنطقة الشرقية لأحد المصارف المحلية. وتمكن رجال الأمن من منع الجاني من الانتحار، شنقاً في إحدى الغرف العلوية من المنزل، وهو الآن موقوف ويخضع للتحقيق. إلا أن شرطة المنطقة الشرقية، أحجمت عن الكشف عن أيٍّ مما أفضى إليه التحقيق في الحادثة، «حفاظاً على سريته، ولعدم التأثير على مجرياته». وقامت «الحياة» بجولة في منطقة الحادثة، التقت خلالها بعض سكان الحي، الذين أكدوا معلومة وجود سائق في المنزل، من دون أن يعرفوا من يكون، وما هي مواصفاته. إذ أكد كل من التقتهم أنهم لم يروه مطلقاً. وتوافد أمس المعزون على منزل الملا في حي الحزام الذهبي، من أرجاء المنطقة الشرقية، وبخاصة من محافظة الأحساء، إذ وصلت مجموعة من الأقارب والأصدقاء في وقت مبكر، لحضور مراسم العزاء. كما قدم أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، ونائبه تعازيهما لأسرة المتوفى، ممثلة في شقيقه جاسم الملا، معربين عن خالص تعازيهما للأسرة، وسائلين المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي، نقاشاً محتدماً عن تداعيات الواقعة، شارك فيه أقارب للفقيد، وآخرون من أسرة الزوجة. وأكد المشاركون في تغريداتهم على ضرورة اتخاذ «خطوات حازمة»، لحماية الأسر السعودية من اعتداءات العمالة المنزلية، بعد أن تزايدت الجرائم التي ارتكبوها، مثل حادثة مقتل الطفلة تالا الشهري، على يد عاملة منزلية إندونيسية، فصلت رأسها عن جسدها بساطور، فيما قامت أخرى من الجنسية ذاتها، بقتل الطفل الرضيع مشاري البوشل، بوضع سم الفئران في رضاعة الحليب.