رأى استشاري وخبير في الصحة النفسية والإدمان أن معادلة النسبة والتناسب بين حالات الإدمان وعدد الأسرة الموجودة في مستشفيات الأمل والمختصة بعلاج الإدمان في السعودية غير متوازنة، على اعتبار أن نسبة حالات الإدمان بالسعودية في ازدياد مستمر عن الأعوام السابقة. وذكر استشاري الطب النفسي والإدمان ومدير مستشفى الأمل السابق في جدة الدكتور محمد شاووش ل «الحياة» أن مستشفيات الأمل بدأت عملها منذ 22 عاماً، «وكان عدد حالات الإدمان بسيطاً مقارنة بالأعداد التي نشهدها في الوقت الحالي والتي زادت عشرات الأضعاف عن السابق، ومع ذلك مازالت تحتفظ تلك المستشفيات بعدد الأسرة نفسها من دون أي زيادة أو تغيير، إذ يوفر كل مستشفى من مستشفيات الأمل والموجودة في كل من مدينة الرياضوجدة والدمام 200 سرير، أي أن عدد أسرة المرضى المدمنين في السعودية يبلغ 600 سرير فقط، مشيراً إلى أنه لا يمكن توفير أي سرير في الوقت الحالي في أي مستشفى من مستشفيات الأمل لأي حالة، كون أن حالات الإدمان التي تدخل على هذه الأسرة تمر بحركة دوران بطيئة جداً، وتستغرق فترة علاجها أشهراً عدة». ونوه شاووش بأن هناك حالات تستدعي دخولها إلى المستشفى، إلا أنه لا يمكن احتواؤها بسبب عدم وجود أسرة شاغرة، وتتم معالجتها في العيادات الخارجية مصحوبة بالتعليمات والإرشادات والحرص على المتابعة، إلا أن غالبية المرضى لا يلتزمون بتلك المواعيد، ما يتسبب في ازدياد نسب الجرائم وحوادث السيارات والمشكلات الأسرية، وارتفاع نسبة حالات العنف كون أن هذه الحالات لم تتلق العلاج والرعاية والخدمات المطلوبة. وأوضح أن الإدمان ليس كأي مرض آخر على اعتبار أنه «مزمن»، وغالبية من يعانونه هم أولئك الذين يترددون على المستشفيات لسنوات عدة، لأن نسبة الانتكاسات فيه «عالية». واعتبر أن خدمات علاج الإدمان في السعودية «محدودة للغاية»، إذ إن هذه الخدمات مقتصرة فقط على وجود مستشفيات مختصة لعلاج الإدمان والمتمثلة ب «مستشفيات الأمل»، «بينما المطلوب هو وجود مراكز بعلاج الإدمان في القطاع الخاص تسمى «بيوت منتصف الطريق» للأشخاص الذين أنهوا فترة علاجهم، ولم يجدوا تأهيلاً اجتماعياً، واحتمال «الانتكاسة» لديهم كبير. ورأى شاووش أن مستشفيات الأمل في السعودية بحاجة إلى تغيير نمط العلاج بما يتوافق مع الواقع، وقال: «إن إمكاناتها لا تواجه الحقيقة والواقع الموجود، فهي لم تشهد أي تغيير وتطوير منذ أكثر من 20 عاماً». وطالب استشاري الطب النفسي والإدمان، وزارة الصحة بالتوسع في خدمات علاج الإدمان، من طريق استحداث مراكز خدمات تخصصية في المستشفيات العامة، وتوفير الأقسام والعيادات الخاصة لكل الفئات من الجنسين، ولكل شرائح المجتمع، لأن الإدمان - برأيه - يعد مرضاً وله مضاعفات طبية. وأضاف: «لا بد من توفير مراكز لتقديم الرعاية وخدمات العلاج في كل مناطق السعودية، وبشكل كافٍ، وتبقى مستشفيات الأمل الثلاثة نفسها جهة مرجع تستقبل الحالات المحولة للمتخصصين تخصصاً دقيقاً في علاج الإدمان، والتي لا يمكن التعامل معها في بقية المناطق، أو تلك الحالات التي تواجه نوعاً من الصعوبة في العلاج، إضافةً إلى توفير الخدمات المجتمعية لعلاج الإدمان وبرامج وقائية، لأن المجتمع يفتقر لبرامج وقاية الإدمان، والتي تعد من اختصاص وزارتي التربية والتعليم والصحة وجهات أخرى».