تقدم وزارة الصحة خدمة الصحة النفسية والاجتماعية من خلال (19) مستشفى ومجمعاً للصحة النفسية و(44) عيادة نفسية وعدد من الأقسام الملحقة بالمستشفيات العامة، تصل السعة السريرية لها جميعاً إلى ما يقارب (2300) سرير ويعمل بها (465) طبيباً نفسياً و(191) أخصائياً نفسياً و(216) أخصائياً اجتماعياً و(2187) ممرضاً كما ان العمل جار على افتتاح المزيد من المستشفيات النفسية ومجمعات الأمل حيث صدرت التوجيهات السامية بإنشاء واحلال (14) مستشفى نفسياً خلال السنوات الثلاث القادمة تغطي جميع مناطق المملكة. كما ان لدى الوزارة خطة لزيادة السعة السريرية لبعض المستشفيات القائمة حالياً لاستيعاب أكبر عدد من المرضى النفسيين، بالإضافة إلى مشاريع مبان جديدة لبعض المستشفيات القائمة حتى تتمكن من تقديم خدماتها بالشكل المطلوب، كما صدرت الموافقة الكريمة في الميزانية بإنشاء ثلاثة مستشفيات في كل من الخرج ونجران وتبوك بسعة (200) سرير لكل مستشفى. ويتلخص دور المستشفى النفسي أو الأمل في علاج أمراض الادمان والأمراض النفسية وتقديم الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية والتوجيه والإرشاد للأفراد الذين يعانون من الأمراض النفسية والمدمنين وذلك من خلال البرامج العلاجية والتأهيلية لمساعدتهم للعودة لمجتمعهم أفراداً صالحين، كما يضطلع المستشفى بمهمة نشر الوعي الصحي والوقائي في المجتمع. مراحل علاج الإدمان ويمر علاج المدمن داخل مستشفى أو مجمع الأمل بمراحل متعددة تمثل سلسلة مترابطة من الخطط والبرامج العلاجية والتأهيلية ومنها: مرحلة التقييم بقسم الإسعاف والطوارئ أو بالعيادات الخارجية: وتشمل أخذ التاريخ المرضي والتقييم الطبي والنفسي والاجتماعي والمقابلة السريرية للمريض وإجراء التحاليل اللازمة للوصول لتشخيص الإدمان ثم تحديد ما إذا كانت حالة المريض تحتاج التنويم (وفق معايير محددة) أم يكون علاجها كحالة خارجية بالمتابعة. ومرحلة إزالة السموم ويمكن ان تتم داخل المستشفى أو خارجها وفق معايير محددة لكل حالة وحسب الرأي الطبي وتستغرق ما بين أسبوع إلى أسبوعين. وفي حالات قليلة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع. ويكون التركيز خلال هذه المرحلة على النواحي الطبية المرتبطة بالأعراض الانسحابية التي تحدث عند التوقف عن تعاطي بعض المواد الادمانية (مثل الكحول والافيونات ومركبات البنزو ديازبين) بجانب التقييم النفسي والاجتماعي. وتعتبر هذه المرحلة هي الخطوة الأولى فقط في علاج الادمان. ومرحلة التأهيل وهي الرئيسية لعلاج الادمان وتبدأ بعد مرحلة إزالة السموم سواء تم تنويم المريض أم لم يتم وهي ما تعرف بالرعاية اللاحقة وقد تبدأ متداخلة مع مرحلة إزالة السموم حال تحسن الأعراض الانسحابية وتشتمل على برامج توعوية وإرشادية وتدريبية في النواحي النفسية والسلوكية والاجتماعية والدينية وتعلم المهارات المختلفة التي تساعد المريض على كيفية التعامل مع الاشتياق والرغبة في معاودة التعاطي، وكيفية ضبط النفس في حالات التوتر والقلق والكآبة وكيفية استثمار الفراغ والوقت في ما هو مفيد بعيداً عن التعاطي وكيفية التوافق الأسري والاجتماعي وكذلك كيفية تخطي هفوات التعاطي التي قد تحدث رغم التحفظات الكثيرة حتى لا تصبح انتكاسة كاملة. وتستغرق هذه المرحلة كحد أدنى ثلاثة أشهر من المتابعة النظرية والعملية وفق حزم علاجية متدرجة متكاملة تتركز حول كيفية منع الانتكاسة وإعادة صياغة وتصحيح مفاهيم المريض عن التعاطي وما يرتبط به وكيفية بدء صفحة حياة جديدة معافاة بعيدة عن التعاطي بقناعة تامة وتطبيق عملي لها. في بعض الحالات قد تستمر هذه المرحلة لعدة شهور وقد تصل لما يقارب العامين. وينصح المريض خلالها بالانضمام إلى إحدى جماعات الدعم الذاتي مثل جماعة المسجد وبيوت الشباب وغيرها لمزيد من الدعم النفسي والاجتماعي كما يشجع المريض على تطوير وتنمية قدراته ومهاراته تمهيداً للحصول على عمل مناسب إذ ان معظم المرضى يكون قد فقد عمله. ومرحلة بيت منتصف الطريق: وتعتبر تأهيلية تكميلية يحتاجها بعض المرضى الذين يفتقدون الدعم الأسري والمأوى لفترة مؤقتة ما بين 3- 6أشهر لحين حصول ى عمل وخلال هذه الفترة ويخضعون لضوابط سلوكية محددة ويديرون شؤونهم بأنفسهم وفي ذلك جوانب علاجية وتأهيلية كبيرة لهم. ويوجد في المستشفى وحدة للرعاية اللاحقة يعمل بها أطباء ومرشدو علاج الإدمان وأخصائيون نفسيون واجتماعيون وممرضون متخصصون ويقصد بها تقديم الرعاية اللازمة للمريض للوصول به إلى التعافي وهي تعتبر المحك الحقيقي للمريض في التعافي من الإدمان وكذلك تعتبر من أهم مراحل العلاج لكونها الجسر الذي يعبر به المريض إلى بر الأمان بإذن الله تعالى. التوعية لها نصيب كبير وتقوم الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية بتنظيم العديد من الفعاليات التوعوية عن طريق المستشفيات في جميع مناطق المملكة والعديد من النشاطات التوعوية والتثقيفية وتشمل برامج التوعية والتثقيف الصحي، مثل طباعة المنشورات التوعوية والمشاركة في الحملات التوعوية واستقبال الزيارات الطلابية ومن مختلف قطاعات المجتمع والقاء المحاضرات والمشاركة في توعية المجتمع، وقد بادرت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريب مرشدي الطلاب في المدارس على كيفية التعامل مع حالات الإدمان لدى الطلبة وكيفية حماية الطلبة من الوقوع في المخدرات وتوعيتهم حيث ساهمت مستشفيات الأمل في ذلك وكان منها نجاح إدارة التوعية والتثقيف بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض في تدريب حوالي 700مرشد طلابي على التوعية عن المخدرات وكيفية حماية النشء كما تعمل إدارة العلاقات العامة والإعلام بالتعاون مع وسائل الإعلام المختلفة لنشر الرسائل التوعوية والتعريف وتنظيم الحملات الإعلامية المتخصصة عن مكافحة المخدرات والتوعية بالأمراض النفسية، وإصدار مجلة الأمل وهي مجلة متخصصة في الأمراض النفسية وأمراض الإدمان والمشاكل الاجتماعية. وقد تم خلال الفترة الماضية إنشاء وحدات للإرشاد النفسي ووحدات الأمان الأسري في مستشفيات الأمل ومجمعات الصحة النفسية والتي تهدف إلى تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والإدمانية عن طريق الاتصال الهاتفي أو المقابلة الشخصية الالكترونية وكذلك عمل البرامج الوقائية المبكرة فيما يتعلق بالمراهقين كالدورات التدريبية والبرامج التوعوية المختلفة كما أنها تقدم المساعدة للمرضى وذويهم الذي يجدون في الحضور للمستشفى وطلب العلاج حرجاً لهم ودعمهم لمواجهة مشاكل المخدرات والأمراض النفسية والاجتماعية. ويؤكد الدكتور عبدالحميد الحبيب مدير عام الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة ان الإدارة وبتوجيهات من وزير الصحة ومتابعة من وكلاء الوزارة تجد دعماً كبيراً للمستشفيات النفسية وان هناك عدداً من الخطط التطويرية في سبيل الرقي بالخدمات التي تقدمها للمرضى والمراجعين. يذكر ان الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية قد أصدرت خلال هذا العام دليل السياسات والإجراءات للخدمات النفسية والاجتماعية بهدف توحيد الجهود وتسهيل الإجراءات كما عقدت ملتقى مسؤولي الجودة في المستشفيات النفسية بهدف الاهتمام بجودة العمل والعديد من اللقاءات كان آخرها عقد الملتقى الخامس لمشرفي الخدمات النفسية بالمملكة خلال الأسبوع الماضي بالطائف والذي ناقش تأهيل المرضى وتطوير التمريض النفسي والإعلام الصحي بهدف تقديم أفضل الخدمات للمرضى.