أعلنت شركة «بارنغ» الاستثمارية لإدارة الأصول أن أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أظهرت حيوية ملحوظة في الأشهر الأخيرة، اذ ارتفع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق العربية (باستثناء سوق الأسهم السعودية) منذ بداية السنة 8.9 في المئة، متجاوزاً معدل ارتفاع مؤشر «إم إس سي للأسواق الناشئة» والذي ارتفع 6.7 في المئة، بينما صعد مؤشر «إم إس سي آي بريك» 8.2 في المئة. وأكدت رئيسة قسم الأسهم لأوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا غدير أبو ليل كوبر، تعليقاً على التوجه الاستثماري في المنطقة، أن «التطور المستمر الذي تشهده أسواق الأسهم في المنطقة لا يتيح للمحللين تغطية الأسواق في شكل مفصل مقارنة بمناطق أخرى، ونحن نعتقد أن هذا يوفر فرصاً كبيرة للاستثمار في الشركات المقدرة بأقل من قيمتها الفعلية والتي لا تشكل أهمية للسوق». وأضافت: «حتى خلال الفترة الماضية التي شهدت عدم استقرار سياسي، أدى مزيج من نهج توزيع التكامل العمودي، من أعلى إلى أسفل، وبحوث الشركات القائمة على مفهوم من أسفل إلى أعلى، إلى ضياع بعض الفرص الاستثمارية الجذابة منذ بداية السنة». ومن الجانب الاقتصادي، تواصل دول المنطقة تحقيق نمو قوي وتتمتع بميزات ديموغرافية مواتية جداً يجسدها ثلث سكان تقل أعمارهم عن 15 عاماً، ما من شأنه دعم الطلب الطويل الأجل على الإسكان والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية. وشدّدت كوبر على أن «معلوماتنا عن المستهلكين الشباب في المنطقة تنحصر ضمن القطاع المالي مقارنة بأقرانهم في الأسواق الأخرى المتقدمة والناشئة، فلديهم ديون ضئيلة وذلك يُتيح للمصارف الإقليمية آفاقاً كبيرة لتعزيز خدماتها في شكل متسارع في مجالات مثل الخدمات المصرفية للأفراد والقروض العقارية ومنتجات التأمين». وقالت: «الدول التي يقوم اقتصادها على الموارد تواصل الاستفادة من أسعار النفط المرتفعة، فمثلاً قطر والسعودية تستطيعان الاستثمار في تطوير بنيتهما الأساس بقوة، بعدما زادت أهمية الاستثمار في مشاريع البنية التحتية إذ أعلن معظم دول المنطقة عن مشاريع لبناء مستشفيات ومطارات ومحطات تحلية مياه وتوليد كهرباء». ولفتت إلى ضرورة أن «ندرك أن المنطقة تضم عدداً من الشركات العالمية مثل «شركة موانئ دبي العالمية» التي تتخذ من دبي مقراً، تحظى بتقدير عالمي وتواصل تنمية حصتها السوقية وتحقيق نتائج تشغيلية متميزة، على رغم التوقعات غير المؤكدة للنمو العالمي». وتوقعت أن «تستمر حال عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول على المدى القصير، لكن آفاق الاستثمار ما زالت جاذبة، ونرى في فترات التقلب فرصة للاستحواذ على شركات تتمتع بمستقبل وفرص جيدة على المدى الطويل وبتقويمات معقولة».