ذكرت دراسة علمية نشرت الاحد ان جزءا من المياه المكتشفة على سطح القمر قد يكون مصدره الشمس، وتحديدا الرياح الشمسية التي يمكن ان تكون قد حملت ذرات من الهيدروجين الى سطحه. ويعتقد العلماء عموما أن المياه وصلت إلى مجموعتنا الشمسية، بما فيها كوكب الأرض، من خلال نيازك او شهب أتت من مناطق سحيقة في الكون. لكن في حال اثبت أن الشمس هي مصدر المياه على سطح القمر، فقد تكون ساهمت أيضا في تشكل جزيئات من المياه تشكلت في أماكن أخرى من النظام الشمسي، بحسب ما يقول يانغ ليو الباحث في جامعة تينيسي الاميركية. فالشمس تبث دفقا مستمرا من الجسيمات، وهي الظاهرة التي تسمى الرياح الشمسية. وهذه الجسيمات المكونة بشكل اساسي من أيونات الهيدروجين، بالاضافة الى الهيليوم والقليل من الاوكسجين، لا يمكنها ان تبلغ سطح الارض لأنها محمية من غلافها الجوي السميك وحقلها المغنطيسي. لكن القمر ليس لديه غلاف جوي ولا مجال مغنطيسي، ما يجعله عرضة لتلقي هذه الجسيمات باستمرار. ويمكن الهيدروجين الذي تلتصق بسطح القمر ان يتحول الى جزيء مياه او جزيء مشابه يسمى هيدروكسيل، بطريقة ما زالت حتى الان غير معروفة للعلماء. وقرر الباحث يانغ لي وفريقه العلمي تحليل عينة من الصخور القمرية كان فريق ابولو الاميركي جمعها من سطح القمر، وذلك على ضوء الاكتشافات الحديثة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا حول وجود كميات مهمة من المياه المجمدة في القطب الجنوبي للقمر. واظهرت دراسة هذا الفريق التي نشرت في مجلة "نايتشر جيوساينس" البريطانية ان جزءا كبيرا من هذه العينات يحتوي على الهيدروكسيل والماء التي تشبه ذرات الهيدروجين فيها تلك الموجودة في الشمس. ويرى معدو الدراسة انه من الممكن أن تحتوي اجرام اخرى في مجموعتنا الشمسية ليس لديها غلاف جوي ومعرضة مباشرة للرياح الشمسية كالقمر، على آثار هيدروكسيل ايضا. ويعتقدون أن هذا الأمر قد ينطبق على كوكب عطارد وهو الكوكب الأقرب الى الشمس، والنيزك فيستا الذي يدور حول الشمس.