علمت «الحياة» أن توصيات أمنية جديدة وغير معلنة قدمت إلى مرجعيات عليا في الدولة الأردنية أخيراً تحذر من تنفيذ قرار وشيك برفع أسعار السلع الأساسية المدعومة، ومنها المحروقات والخبز. وقالت مصادر رسمية ل «الحياة»، إن «هذه التوصيات تدعو إلى تأجيل القرار المرتقب في عهد الحكومة الجديدة»، محذرة من تنامي حال الغضب لدى الشارع، خصوصاً داخل المحافظات (ذات التركيبة العشائرية) التي تعاني أوضاعاً اقتصادية حرجة. واعتبرت أن رفع الدعم عن الأسعار حالياً «قد يدفع البلاد نحو موجة عريضة من الاحتجاجات والتظاهرات المطلبية». لكن المصادر أكدت أن حكومة عبدالله النسور قد تلجأ «مضطرة» إلى رفع الدعم في أقرب وقت بناء على اتفاق مسبق مع صندوق النقد الدولي الذي يشترط على الأردن رفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية في مقابل دعم الموازنة العامة التي تعاني عجزاً مالياً يقدر بنحو 21 بليون دولار. وقال وزير الصناعة والتجارة الأردني حاتم الحلواني في تصريح، إن «الحكومة تدرس آلية الدعم المقدمة لمجموعة من السلع الأساسية من الجوانب كافة وبعناية وحرص شديدين». وأوضح أن «الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المملكة تتطلب من الفئات القادرة أن تشارك في تحمل الكلف الحقيقية». في المقابل، حذر مقربون من مطبخ القرار الأردني، مثل الباحث والمحلل السياسي محمد أبو رمان، من التوجه نحو تنفيذ القرار المذكور في مرحلة «حرجة» من تاريخ البلاد، وقال ل «الحياة» إن «هذه الخطوة قد تضاعف حال الغضب والاحتقان لدى الشارع، خصوصاً أن هناك توصيات سياسية وأمنية مقدمة لمطبخ القرار في هذا الصدد». وغير بعيد من ملف الاقتصاد وارتباطاته السياسية، يحاول رئيس الحكومة التوصل إلى تفاهمات سريعة وحاسمة مع جماعة «الإخوان المسلمين»، المكون السياسي الأبرز في البلاد، تتضمن تهدئة الأجواء المحتقنة في عمان، حتى لو أصر «الإخوان» على مقاطعة الانتخابات. في هذا الصدد، نقلت قيادات «إخوانية» بارزة ل «الحياة» عبارة بدت لافتة على لسان النسور خلال لقائهم به في مقر مجلس الأعيان قبل يومين، وأظهرت، وفق ساسة أردنيين، مدى حرص الرئيس على امتصاص حال الغضب لدى الجماعة والقوى الفاعلة، اذ قال: «سأجد نفسي فاشلاً إن لم أوفق في تقريب المسافات بينكم وبين والنظام». وأضاف: «كنت أتمنى أن تشاركوني تشكيل حكومة مهمتها الرئيسة إنجاز انتخابات مبكرة». في السياق ذاته، أكد مسؤول في الهيئة المستقلة للانتخابات إغلاق باب التسجيل للراغبين بالاقتراع اعتباراً من نهاية الدوام الرسمي اليوم. وقال الناطق باسم الهيئة حسين بني هاني ل «الحياة»: «لن تمدد فترة التسجيل مرة أخرى». وأوضح ان العدد الاجمالي للمسجلين للانتخابات وصل إلى نحو مليونين ومئة واثنين وتسعين ألفاً في مناطق المملكة المختلفة. إلى ذلك، بدأ 3 من ناشطي الحراك الشبابي المعتقلين بتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام أمس للمطالبة بالإفراج عن جميع موقوفي الحراك الذين وصل عددهم إلى نحو 20. وكانت منظمة «العفو» الدولية طالبت الأردن بالإفراج عن ناشطي الحراك الجمعة، معتبرة أن توجيهات العاهل الأردني لرئيس الحكومة الجديد باحترام حرية التعبير «تتناقض مع الإجراءات العقابية ضد المتظاهرين السلميين».