أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «حينما يمتنع الحاج والمعتمر عمّا حرمه الله عليه حال النسك، لا يجادلون في حرمة ذلك، ويتلقونه بعين الرضا والتعبد للواحد القهار، الذي منعهم من مزاولة وملابسة ما نهاهم عنه، فيدركون أن الحكم لله وحده، والأمر لله وحده، وأنه لا معبود بحق إلا الله»، وقال: «ليس لك أيها المرء المسلم أن تجادل كل من منعك حقك، أو أراد أن يجردك من ثيابك، أو يمنع عنك زوجك، أو منعك من قص شعرك وتقليم ظفرك إلا الله سبحانه، فإنه لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن من مقاصد الحج إقامة ذكر الله بالتوحيد، فتارة يكون بالتلبية، وتارة يكون بالتهليل، وتارة يكون بالتكبير، وكلها أذكار تؤكد انفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. مشيراً إلى أنه يستحب لحجاج بيت الله الحرام ذكر الله حال القيام والقعود والمشي والركوب والاضطجاع والنزول والسير للمحدث والجنب والحائض في الليل والنهار وعند الأسحار وفي أدبار الصلوات. وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على الحذيفي: إن عز العبد في عبوديته لربه عز وجل، وقوة المسلم في توكله على مولاه، وغناه في مداومة الدعاء برفع حاجاته كلها إلى الله تعالى. وأضاف الشيخ الحذيفي أن كمال العبادة هو كمال محبة رب العالمين، وكمال الذل والخضوع للمعبود سبحانه وتعالى، مع موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن رحمة الله عز وجل ولطفه مع عباده أن شرع العبادات للمكلفين كلهم، يتقربون بها إلى الله سبحانه ليثيبهم، وبين لهم الأوقات الفاضلة التي يتضاعف فيها ثواب العبادات. وكان أكثر من نصف مليون مصل من الحجاج والمواطنين والمقيمين أدّوا صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف أمس، تحفهم عناية الله وتحيط بهم منظومة متكاملة من الخدمات الجليلة، التي تقدمها الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في حج هذا العام 1433ه.