نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنباء أفادت أنه وافق مبدئياً على تسليم أراض احتلتها إسرائيل من سورية وضمتها خلال محادثات سلام سرية توسطت فيها الولاياتالمتحدة وانهارت العام الماضي. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أفادت أمس أن قادة إسرائيليين سابقين أذعنوا لانسحاب جزئي على الأقل من الجولان في محادثات سابقة مع سورية، لكن لم يصل أي منهم إلى ما وصل إليه نتانياهو من الموافقة على الانسحاب إلى الشواطئ الشمالية الشرقية لبحيرة طبرية. ونقلت عن وثيقة أميركية قولها إن نتانياهو أبدى هذا الاستعداد وأذهل الديبلوماسيين الأميركيين خلال اتصالات غير مباشرة توسطوا فيها مع سورية قبل عامين، لكنها انهارت أوائل عام 2011 مع انتشار الاضطرابات في العالم العربي والتي وصلت نهاية الأمر إلى اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المراسل الديبلوماسي للصحيفة شمعون شيفر، إن هذه المفاوضات التي قادها الديبلوماسي الاميركي فريد هوف الذي تقاعد وكتب عنها، فشلت بسبب الحركة الاحتجاجية في سورية. وأضافت الصحيفة أن «هذه الوثائق تفيد أن المفاوضات بين الجانبين أساسها اتفاق على انسحاب كامل من هضبة الجولان وعودته إلى السيادة السورية، في مقابل اتفاق سلام كامل يشمل تبادل سفراء». وتابعت أن «مصدراً رفيعاً في الإدارة الأميركية قال قبل أيام إن هذه المفاوضات كانت جدية وعميقة، ويمكن أن نقول إنه لولا الحرب الأهلية في سورية لانتهت باتفاق». وتابعت أن هذا المصدر «رأى أن نتانياهو اختار استئناف المفاوضات مع الأسد لتبرير المأزق في المفاوضات مع الفلسطينيين، وعلى أساس فكرة أن سورية هي الحلقة الضعيفة في محور الشر الذي يشمل إيران ولبنان وحزب الله». ورد مكتب نتانياهو أن الانسحاب المقترح كان مبادرة أميركية لم تقبلها إسرائيل قط، معتبراً أن هذه الأنباء «ذات دوافع سياسية»، إذ أنها نشرت بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء تقديم موعد الانتخابات إلى أوائل العام المقبل. وأضاف المكتب في بيان: «كانت هذه مبادرة ضمن العديد من الاقتراحات التي عُرضت على إسرائيل في السنوات الماضية، ولم تقبل إسرائيل هذه المبادرة الأميركية في أي مرحلة». يذكر أن نقطة الخلاف الرئيسة في المفاوضات بين الجانبين كانت مطالبة إسرائيل لسورية بتطبيع كامل للعلاقات في مقابل أي انسحاب، وتقليص علاقاتها مع إيران. كما رفضت إسرائيل إصرار سورية على انسحاب كامل من الجولان، علماً أن إسرائيل احتلت المرتفعات الاستراتيجية في حرب عام 1967 ثم ضمتها عام 1981 في خطوة غير معترف بها دولياً. نتانياهو: نسعى إلى إغلاق حدودنا من جهة اخرى، اعلن نتانياهو انه يسعى إلى سد الحدود كافة، وذلك أثناء جولة تفقدية له على الحدود المصرية مساء الخميس - الجمعة قام بها في إطار حملته الانتخابية بعد قراره الإعلان عن موعد الانتخابات المقبلة في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. ونقل الموقع الإلكتروني للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن نتانياهو قوله بعد وصوله إلى منطقة الحدود: «لو لم نقم السياج الأمني على الحدود المصرية، لكان من الممكن أن يكون قاتلاً لنا كدولة يهودية وديموقراطية»، مضيفاً: «مضطرون للدفاع عن حدودنا بين البر والجو، كما رأينا الأسبوع الماضي، في محاولة حزب الله إرسال الطائرة من دون طيار». وأضاف في حديثه عن الجدار الذي تبنيه إسرائيل: «ننوي سد جميع حدودنا». وتابع: «كان هناك شعور بأننا نفقد دولتنا، وقمنا بعمل من أجل ضمان عدم دخول أي متسلل إلى إسرائيل»، في إشارة إلى المتسللين الأفارقة الذين ينجحون بالدخول إلى إسرائيل في الأماكن التي لم تستكمل بعد، والذين يتم اعتقالهم واقتيادهم إلى منطقة «سهرونيم».