يقف الإنسان أحياناً حائراً مدهوشاً أمام هذه التيارات التي تهاجم الشرفاء المشهود لهم بالتاريخ النضالي في حركة «فتح»، وأتساءل متعجباً كيف لم تر عيونهم النور الساطع للمحترمين من كثرة احترامهم؟! وكيف لم تدرك عقولهم الحق المبين؟! لكن هذه الحيرة وتلك الدهشة تزولان، ويتلاشى معهما العجب والاستغراب عندما ننظر في أحوال هؤلاء الذين ينكرون دور المناضلين والشرفاء على مدار السنين، ولماذا وصلت الأمور إلى إدانه المحترمين وترك المنافقين أصحاب المصالح الشخصية يجولون ويمرحون في الساحة من دون رقيب، وأين نحن نعيش ومع من نعيش، وكيف لنا أن نعيش في تلك الأجواء المملوءة بالنفاق وتفضيل الذات على الجميع؟ هذه التيارات تشمل كبار المنافقين ورؤوس الفتنة، وهم موجودون في كل زمن، ولا يخلو منهم عهد صديق ولا صالح، فهم أعداء الخير ودعاة الفرقة بين البشر، وإذا كان هؤلاء قلة ويمارسون مهنتهم بكل ارتياح ومن موقع القيادة، فتُرى من هم السواد الأعظم من المنكرين؟ أليس جديراً بنا أن نتوقف أمام هذه الحقيقة المفجعة، ونعيد حساباتنا؟ لقد عودتنا حركة «فتح» على الجرأة والشجاعة وأن نتحدث عن أنفسنا بأنفسنا، وأن نكتب عن أخلاقنا بأقلامنا، وأن نتحدث عن قادتنا بألسنتنا. وفي حقيقة الأمر، لمصلحة من يتعرضون للشرفاء من أبناء «فتح» في ظل هذا الحراك الفتحاوي لاستنهاض الحركة ودورها الريادي، فموضوع النهوض بفتح هو المهمة التي تؤرق أبناءها الغيورين والحريصين على إعادة دورها، فما وصلت إليه الحركة من ترهل هو حصيلة تراكمات ناتجة من ترحيل المشاكل والأزمات لأكثر من عشرين عاماً. أليست «فتح» بأمس الحاجة إلى كل أبنائها وتوحيد طاقاتهم وجهودهم في بوتقة العمل التنظيمي السليم كفريق عمل واحد وفي إطار المصالح العامة للتنظيم؟ اننا نحتاج اليوم إلى إبراز مواطن الحب والعطاء في فتح، وفي حياة القادة. من هنا، أعيد الذاكرة الى المقولة الرائعة لأحد القادة وهو يشرح ببساطة دور المناضلين الفتحاويين، ومهمتهم في الحياة التنظيمية، لقد قال في إيجاز: «فتح» محبة وأخوة وعطاء، إنها المهمة التي يجب أن يضعها القائد نصب عينيه على الدوام، أي أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائماً نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة، والقيادة تجمع ولا تفرق وحاضرة في الوجدان.