نعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وأمينها العام الأسير أحمد سعدات أحد مؤسسيها ومؤسسي حركة القوميين العرب احمد حسين اليماني (ابو ماهر) الذي طواه الموت في بيروت امس، عن عمر 87 عاماً، بعدما أفنى ستة عقود متواصلة في الكفاح من أجل تحرير فلسطين والوحدة العربية. ويشيّع جثمان اليماني الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في بيروت بعد الصلاة على جثمانه عصر اليوم. وذكرت «الشعبية» في بيان ان «الجبهة والثورة الفلسطينية والشعب بأسره والأمة العربية وأحرار العالم فقدت رجلاً مناضلاً فذًا وقائداً متواضعاً أفنى عمره وحتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته العربية. عرفته الجماهير الفلسطينية والمخيمات في كل المواقع مناضلاً صلباً وقائداً متواضعاً يعيش بكل جوارحه أحاسيس الناس ومشاكلها وهمومها وآلامها وآمالها في العودة والحرية والاستقلال والكرامة. وعرفته الجماهير العربية وقواها السياسية قائداً ومناضلاً وحدوياً آمن بالوحدة الوطنية الفلسطينية والوحدة العربية الشاملة طريقاً لتحرير كل ذرّة من تراب فلسطين وتحقيق آمال الأمة العربية وتطلعاتها في التحرر والديموقراطية والاشتراكية والوحدة». وعاهدت «الشعبية» اليماني «الاستمرار في الكفاح والمقاومة ومواصلة السير على نهجه وطريقه ومبادئه لتحقيق كامل أهداف الشعب الفلسطيني والأمة العربية». وقدم الرئيس محمود عباس تعازيه بوفاة اليماني، ونعته «منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان» والكثير من القوى والشخصيات الفلسطينية واللبنانية والعربية. المؤتمر القومي ونعى الأمين العام ل «المؤتمر القومي العربي» عبدالقادر غوقة في بيان من بيروت اليماني، العضو المؤسس في المؤتمر، وقال: «فقدت فلسطين والأمة العربية فارساً كبيراً من فرسانها وعلماً من أعلامها برحيل اليماني الذي ملأ حياته التزاماً صادقاً وعطاء غير محدود، فجمع الصدق والصلابة والثبات على المبادئ والحقوق الوطنية والقومية». ورأى ان الراحل «لم ينجرف في متاهات التسوية ولا في اغراءات السلطة ولا في عصبيات ضيقة فاستحق حب كثر واحترام الجميع في فلسطين وعلى مستوى الامة الذين يفتقدون برحيله نوعاً من المناضلين والقادة قلّ نظيره». ولد أبو ماهر اليماني في قرية سحماتا، قضاء عكا في الجليل الأعلى شمال فلسطين، في 24 ايلول (سبتمبر) 1924. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرستي سحماتا وترشيحا، ثم انتقل الى صفد وعكا لمتابعة دراسته الثانوية، ليتخرج بعدها في الكلية العربية في القدس.عمل في دائرة الزراعة الحكومية في عكا، وفي دائرة الأشغال العامة في حيفا. شغل منصب أمين سر النقابات المركزية لعمال وموظفي دائرة الأشغال العامة، ومنصب أمين سر فرع جمعية العمال العربية الفلسطينية في يافا. وفي حيفا عمل على تنظيم نقابات جمعية العمال العربية الفلسطينية. مارس مهمات نضالية على الصعيد الشعبي في فلسطين قبل النكبة، فكان أميناً لسر اللجنة الشعبية المحلية لقرية سحماتا وأميناً لسر اللجنة المركزية في لواء الجليل الأعلى. لجأ الى لبنان مع عائلته في أعقاب نكبة فلسطين، وتنقل في أكثر من قرية إلى أن استقر في مدينة طرابلس، شمال لبنان. عمل مدرساً ومربياً فتنقل في الكثير من المدارس في أكثر من منطقة في لبنان، في طرابلس وبعلبك وعين الحلوة وبرج البراجنة. شارك في تأسيس المنظمة العسكرية لتحرير فلسطين عام 1949، وساهم في تأسيس الفرع العسكري في حركة القوميين العرب وشعبة فلسطين في حركة القوميين العرب (الشباب العربي الفلسطيني)، وكان عضواً في قيادة الفرع الفلسطيني في الحركة. أسس أبو ماهر رابطة الطلاب الفلسطينيين في لبنان، كما شارك في تأسيس اتحاد عمال فلسطين في لبنان، وشغل منصب نائب الأمين العام للاتحاد ومندوباً له في الأمانة العامة للاتحاد العام الدولي لنقابات العمال العرب (القاهرة)، إضافة الى مساهمته في تأسيس اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية. شارك في تأسيس الكشاف العربي الفلسطيني في لبنان. وشغل منصب أمين سر رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان. وعلى الصعيد السياسي، استغرق العمل النضالي والسياسي جلّ حياة أبو ماهر، فكان أحد مؤسسي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وواحداً من أبرز قياداتها منذ تأسيسها، وعضواً في مؤتمرها الأول، وعضو القيادة المركزية، وعضو لجنتها المركزية ومكتبها السياسي. شغل منصب أمين سر جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية التي شُكلت في أواسط سبعينات القرن العشرين، وأمين سر «جبهة الانقاذ الفلسطينية» العام 1986. مثل «الجبهة الشعبية» في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فكان مسؤولاً عن دائرة التنظيم الشعبي ورئيس دائرة شؤون العائدين، وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني. إختار أبو ماهر اليماني طوعاً ترك ميدان العمل السياسي المباشر، بعدما بلغ مرحلة متقدمة من العمر، وتفرغ للكتابة في محاولة لتوثيق تجربته. فألّف كتباً عدة حملت عنوان «تجربتي مع الحياة»، في سلسلة تناولت تجربته في فلسطين والشتات، وفي ميدان العمل التنظيمي الجماهيري والمهني، والتجربة في إطار حركة القوميين العرب.