بات ثوار الأمس أحوج ما يكونون إلى المال، في ظل ضنك الحياة واحتياجاتها المتلاحقة، وبعد أن أصبح السلاح جزءا من الماضي استخدمه في مقاومة العدو، بدأ الكفاح في وجه قسوة الحياة اليومية، وفي هذا الصدد وجه كوادر وضباط حركة فتح المقيمون في الأردن مذكرة أمس إلى أعضاء اللجنة المركزية للحركة، يطالبون فيها بإنصافهم لجهة حقوقهم المادية والمعنوية، ويطالبون بتشكيل لجنة من بين أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري لبحث هذه المسألة. وحصلت «عكاظ» على نص المذكرة وجاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم مذكرة صادرة عن مناضلي وثوار «فتح» بالساحة الأردنية إلى الإخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» تحية الثورة وشرف الانتماء وبعد: أيها الإخوة الذين حملوا سلاح الفدائيين منذ نعومة أظفارهم ودافعوا عن القرار الفلسطيني المستقل وثورة الفتح من أجل فلسطين، ووقع عليهم الظلم والقهر من ذوي القربي، نطالبكم من خلال واجبكم الوطني أن ترفعوا الظلم والقهر الذي وقع علينا. إننا نرى العجب ممن يقررون التقييم والتصنيف والترفيعات بهيئة الإدارة والتنظيم التي يقودها محمد يوسف، وهو فرد دون لجنة من ذوي الاختصاص والمعرفة بالسجل النضالي، وليس الوظيفي.. وهذا واجب على إخوتنا في اللجنة المركزية الذين يحفظ بعضهم السجل النضالي لأبناء حركة «فتح» القدماء، وكانوا ولا زالوا على احتكاك دائم بهم، إن الإخوة أعضاء اللجنة المركزية ل «فتح» تركوا هذه الملفات العالقة بالرتبة والراتب والحقوق التنظيمية منذ سنوات لغير ذوي الاختصاص، علما أن جميع الأسماء مسجلة بالرتبة والراتب، وهنالك تناقض حاد لا يوصف، فلا يوجد نظام واضح بالحقوق، وبقي أبناء «فتح» في الشتات يبحثون عن سجلاتهم بالتقييم بما يتضمن الرتبة والراتب أسوة بأبناء السلطة والمنظمة، ومنهم من ضاعت حقوقة مابين السلطة و «فتح» والمنظمة. وقد قرر الكثير منهم بسبب الكرامة وعزة النفس، واحتراما للحركة، ومن أجل شرف الإنتماء، أن يعضوا على الجرح، حتى بات يشعر الشرفاء أنهم في موقف المتسول.. إنها قضية تطفيش وإحباط من الواجب، فالمحافظة على تاريخ الثوار الحقيقيين تكمن في المحافظة على الانتماء ل «فتح» المقاومة، وللثورة الفلسطينية. نتمنى عليكم أن تلتفتوا إلى إخوانكم الذين عاشوا معكم في السراء والضراء، وإلى كل من يتحمل المسؤولية.