كشف رئيس لجنة الحج في «غرفة جدة» عبدالقادر جبرتي، أن الأزمة التي تعيشها سورية تسببت في انقطاع وصول الحافلات من تركيا التي تعد المغذي الأول لموسم الحج، في حين تأتي سورية في المرتبة الثانية، وبالتالي ارتفاع سعر البديل في الداخل ما زاد فاتورة التكاليف على الحملات بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وقال جبرتي ل«الحياة»: «هناك نقص شديد في حافلات حجاج الداخل هذا العام، ففي الأعوام السابقة كانت تصل من تركيا وسورية، ولكن الأزمة السياسية والثورة التي تعيشها الشام قطعت الطرق أمام وصول حافلات تركيا التي كانت تغذي السوق وأيضاً حافلات سورية، وهو ما يعني غياب أهم رافدين لسوق النقل في موسم الحج، وهو ما رفع أسعار البديل من الداخل لتصبح الحافلة التي كانت تؤجر طوال الموسم ب35 ألف ريال إلى استئجارها 100 ألف ريال». وأرجع جبرتي زيادة كلفة الحاج لهذا العام بنسبة 30 في المئة عن العام الماضي إلى عوامل عدة، منها تضاعف كلفة تجهيزات الحملات نتيجة تأخير وزارة الحج في تسليم المواقع للمستثمرين، وارتفاع أجور العمالة والنقل والمواد الغذائية والأولية. وأضاف: «تأخر تسليم المواقع رفع كلفة التجهيز علينا، فأجور العمالة تضاعفت وعددهم زاد من أجل سرعة الإنجاز، فمثلاً من كان يحتاج إلى 100 عامل في السابق سيكون محتاجاً إلى 200 عامل العام الحالي، وتأخر الوزارة في تسليم المواقع في منى وعدم معرفة المواقع في عرفات تسبب في إرباك أصحاب الحملات وزاد من الأعباء المالية عليهم». وبرر جبرتي ارتفاع كلفة الحج لهذا العام من أصحاب الحملات بقوله: «هذا استثمار يحسب المستثمر جدواه الاقتصادية ومن الطبيعي أن يبحث التاجر عن الربح، ولكن أعتقد بأن هذه السنة وعلى رغم ارتفاع الأسعار إلا أن أرباح الحملات ستقل كثيراً عن الأعوام الماضية، فكل شيء زادت أسعاره على المستثمرين مثل مواد البناء الأولية ورواتب العمالة والذبائح والمواد الغذائية إلى إيجارات الحافلات كل شيء ارتفع». وأشار جبرتي إلى أن الوقت أصبح يداهم أصحاب الحملات فيما ما زالت نصف طرقات منى مغلقة بسبب المشاريع الكبرى التي تقام هناك، وما زال المقاولون ومعداتهم الثقيلة يتمركزون في المواقع التي سلمتها الجهات المعنية لأصحاب الحملات. من جهته، نوّه عضو لجنتي الحج والعمرة في «غرفة جدة» عبدالله شرف الشنبري، بأن شركات الحج التي تعيش اللحظات الأخيرة في التجهيز والترتيب لاستقبال ضيوف الرحمن، تسلمت من وزارة الحج حتى الآن الأبراج والمخيمات في منى، ولم تتسلم مواقعها في مشعر عرفة، وهو أمر من الضرورة بمكان أن يتم في وقت باكر حتى يتم تجهيزها بالصورة الأمثل لراحة الحجيج. وأوضح الشنبري ل«الحياة» أن تخصيص وزارة الحج حصة قليلة من المخيمات لحجاج الداخل يعد سبباً رئيساً وجوهرياً أيضاً في رفع أسعار كلفة الحاج من الداخل، في وقت يكون هناك إقبال شديد من حجاج الداخل، في مقابل أماكن محدودة، تطبيقاً للقاعدة الاقتصادية التي تقول إن ارتفاع الطلب في مقابل نقص المعروض يرفع الأسعار. وأضاف: «إذا كانت المواقع التي خصصتها الوزارة لحجاج الداخل 200 ألف موقع، فيما الراغبون في الحج يزيد عددهم على 300 ألف حاج مثلاً، فمن البديهي أن ترتفع الأسعار، وزارة الحج تفيدنا دائماً بعدم توافر مواقع كافية لحجاج الداخل». وتوقع الشنبري ارتفاع أعداد حجاج الداخل مقارنة بالعام الماضي بحسب القراءات الأولية التي يكشفها الطلب المرتفع منهم على شركات الحج، وحجزهم هذا العام منذ أوقات باكرة، وهو أمر لم يكن معهوداً في السنوات التي مضت، مؤكداً أن شركات وحملات الحج بدأت التجهيز والاستعداد حتى يؤدوا الحجاج فريضتهم بيسر وسهولة وانسيابية تامة.