فيما احتفلت مصر باليوم العالمي للطفلة، مطالبة ببيئة آمنة للفتيات المصريات توفر لهن الإنصاف وتعمل على التغلب على التحديات التي تؤثر على حقوقهن وتنميتهن وتمكينهن، كانت أعمال اللجنة التأسيسية لصَوغ الدستور مستمرة في عملها الذي ينظر إليه البعض باعتباره التحدي الأكبر الذي يهدد الفتاة المصرية. فللمرة الأولى احتفل العالم باليوم العالمي للطفلة، واختارت مصر أن يكون احتفالها محاولة لمواجهة الخطر الآتي عبر دستور مصر الجاري وضعه. وقال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة الدكتور نصر السيد، إن الاحتفال أشبه بتجديد الالتزام بإنفاذ حقوق الفتاة المصرية، وإلقاء الضوء على التحديات التي تواجهها، لا سيما في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها مصر. إلا أن هذه الفترة، تحتاج إلى ما هو أكثر من إلقاء الضوء، لا سيما في ما يتعلق بوضع المرأة والفتاة المصرية. وإشارة نصر إلى أن اجتماع ممثلي المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمات «يونيسيف» و «هيئة الأممالمتحدة للمرأة» و «صندوق الأممالمتحدة للسكان» وعدد من الخبراء، هو تأييد لمبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز ضد الطفلة الأنثى، وحقها في التعليم الجيد، والحصول على المعلومات في كل المجالات المتعلقة بصحتها النفسية والبدينة، بالإضافة إلى حقها في الحماية من الممارسات الضارة مثل الزواج المبكر. ويبدو أن الزواج المبكر كان سمة اليوم العالمي للطفلة في مصر، لا سيما مع بزوغ أصوات من لها اليد العليا في كتابة الدستور تطالب بالسماح للفتاة بالزواج فور بلوغها، واعتبار التحرش مشكلة الفتاة، إضافة إلى عدم الاعتراف بوجود ما يسمى الإتجار بالنساء في مصر. وتحدثت المديرة العامة للمكتب الفني في المجلس القومي للطفولة والأمومة الدكتورة عزة العشماوي عن ثلاث فتيات مصريات تتراوح أعمارهن بين 14 و18 سنة تزوجن عشرات المرات «زواج الصفقة» أو «الزواج الصيفي». وقالت: «دنيا ابنة ال16 عاماً زوّجتها أمها أربعة أيام في مقابل 30 ألف جنيه، وشادية (18 عاماً) تزوجت 60 مرة -تراوحت كل منها بين أسبوعين وشهرين- من جنسيات عدة، أما زيزي، فدأبت على الخضوع لزيجات عرفية مدة الواحدة أسبوع في مقابل مبالغ مالية». وإن لم يكن ذلك إتجاراً بالفتيات، فربما يجدر بالمطالبين بخفض سن الزواج النظر إلى الأرقام، علها تكون وافية. فنحو 2.3 في المئة من المراهقات المصريات بين سن 15 و17 عاماً متزوجات، و12 في المئة في طريقهن إلى الزواج. وقال ممثل «يونيسف» في مصر فيليب دومال إن الفتيات اللواتي يتلقين مستويات أقل من التعليم أكثر عرضة للزواج المبكر، وهو ما ينهي فرصهن في التعليم. وقالت المنسّقة الوطنية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر الدكتورة مايا مرسي، إن الفتيات اللواتي تتحاور معهن حول التعليم والزواج المبكر والختان أجمعن على ثلاث إجابات: «من حقي أن أتعلم، أما الزواج المبكر فلا أعلم عم تتحدثين، فأنا مازلت طفلة، والختان ليس قراري». محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حقوق الطفلة المصرية تجري على قدم وساق. وقد شملتها احتفالية سفير النيات الحسنة لمنظمة «يونيسيف» الفنان خالد أبو النجا، الذي أكد تفاؤله بمستقبل الثورة والفتاة المصرية.