أثارت الحسابات «المزوّرة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» لعدد من المسؤولين السعوديين، قلقاً متزايداً لدى الجهات التي يعملون فيها، إذ تسارع إدارات العلاقات العامة والإعلام في تلك الجهات إلى نفي أي ارتباط لمسؤولها الأول بتلك الحسابات، خصوصاً أنها تنشر معلومات «غير صحيحة» وآراء ربما «تثير الرأي العام»، إذ نفت جهتان رسمياً أمس وجود حساب لوزير الصحة والمدير العام للجمارك في مواقع التواصل الاجتماعي. وعلمت «الحياة» أن وزارة الصحة تسعى إلى إلغاء الحساب «المزور» للوزير الدكتور عبدالله الربيعة منذ أسبوع، إذ تواصلت مع إدارة «تويتر» لإلغاء الحساب المزور، ولكن حتى الآن لم تتمكن من إلغائه، إذ إن الوزارة «تسعى الآن إلى إيقاف الحساب أولاً، ومن ثم ملاحقة منتحل شخصية الوزير»، كما صرح ل«الحياة»، مصدر مسؤول في الوزارة. وكان منتحل شخصية الوزير أثار شجون متصفحي «تويتر» حين أضاف أول تغريدة قائلاً: «بسم الله وعلى بركة الله أنشأت هذا الحساب لخدمة أبناء هذا الوطن الشرفاء، وللإجابة عن أي استفسارات قد لا تصلني بمحل عملي أنا وجدت لخدمتكم»، وفي تغريدة أخرى قال: «بالنسبة لأبنائي خريجي الكليات الصحية وللإخوة والأخوات الذين يستفسرون تأكدوا أنكم مثل أولادي وأنتم على سلم أولوياتي، وقريباً جداً سيتم تعيينكم». كما أن منتحل الحساب أحدث الإعجاب حينما غرد أمس قائلاً: «أصدرت قراراً بمنع استقدام حملة الدبلوم للعمل بالمملكة، ومنع استقدام حملة الشهادات العليا إلا للتخصصات غير الموجودة. المواطن السعودي أحق من غيره»، ولا يتردد المنتحل في أخذ آراء الجمهور، إذ غرد قائلاً: «في اجتماع لوزراء الصحة في دول الخليج اقترحت أن يتم تبادل الخبرات الصحية، وأن يتم إرسال خريجي المعاهد للعمل هناك، الاقتراح كان مقبولاً. ما رأيكم؟». وكانت وزارة الصحة نفت من خلال متحدثها الرسمي الدكتور خالد مرغلاني في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن «يكون لوزير الصحة أي حساب شخصي على وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك)»، موضحاً أن «وزير الصحة ليست له علاقة بما ينشر حالياً على هذه المواقع، وانه يتواصل بشكل دائم ومستمر مع المستفيدين من الخدمات الصحية، من خلال وسائل التواصل الرسمية لوزارة الصحة عبر موقعها الرسمي». أيضاً، نفت مصلحة الجمارك عن طريق مدير العلاقات العامة والمتحدث باسمها عبدالله الخربوش في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، «وجود صفحة للمدير العام للجمارك صالح الخليوي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر أو فيسبوك)»، مؤكداً «عدم وجود أي حساب في هذه المواقع أو غيرها من المواقع الإلكترونية، وان ما يوجد من صفحات تحمل اسمه هو انتحال لشخصيته، وبالتالي فإنه غير معني بما يكتب فيها من آراء». الحسابات المزورة للوزراء والمسؤولين السعوديين تثير اهتمام السعوديين، ويطالبون في الوقت ذاته بأن ينضم الوزراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فعلي من أجل «التواصل الحقيقي» مع المواطنين، «والوقوف على بعض المشكلات والهموم شخصياً»، إضافة إلى الاستفادة من المقترحات والآراء التي ستطرح عليهم في حال تسجيلهم. يذكر أن مسؤولين سعوديين خاضوا تجربة الانضمام إلى مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وتويتر)، بدأها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وتبعه وزير العمل الدكتور عادل فقيه، ومن ثم وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة، وأخيراً الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، إذ تسجل حساباتهم بشكل يومي تواصل المواطنين معهم مع كل حدث يخص جهتهم.