أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس خلال استقباله في عمان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية «يضع حداً لسفك الدماء»، وفق ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وقال البيان إن الملك عبدالله التقى باروزو في اجتماع جرى خلاله «بحث علاقات التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً المستجدات في سورية». وجدد الملك التشديد على «ضرورة التوصل إلى حل سياسي للوضع المتفاقم في سورية بما يضع حداً لسفك الدماء ويحافظ على وحدتها وتماسك شعبها». ووفق البيان، استعرض الملك «الجهود الكبيرة التي يقوم بها الأردن لتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 200 ألف لاجئ على رغم شح الموارد والإمكانات»، داعياً «المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة وزيادة دعمه الأردن لتمكينه من توفير هذه الخدمات». كما استعرض الملك مع باروزو «عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، حيث أشار الملك إلى أن «خريطة الطريق واضحة في هذا الشأن حيث بدأ فعلياً العد التنازلي النهائي لإجراء الانتخابات النيابية وعملية تسجيل الناخبين مستمرة فيما تم حل البرلمان ومع بداية العام المقبل سيكون هناك برلمان جديد». ووصل باروزو إلى المملكة الأردنية في زيارة تستمر يوماً واحداً، زار خلالها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود مع سورية. وقدم الاتحاد الأوروبي مبلغاً مقداره 4.6 مليون يورو (6 ملايين دولار) لبرامج اليونيسف التعليمية الطارئة في الأردن والتي سيستفيد منها الأطفال السورين اللاجئون، وفق ما أفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان أمس. وبذلك يرتفع إجمالي مساهمة الاتحاد الأوروبي في البرامج التعليمية لهذه السنة إلى 10 ملايين يورو (13 مليون دولار). وجاء الإعلان عن هذا التبرع من قبل كل من باروزو والمدير التنفيذي لليونيسف أنطوني ليك خلال زيارة مشتركة إلى مدرسة تم افتتاحها أخيراً في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. ونقل البيان عن باروزو قوله «يجب علينا أن نضمن للأسر التي اضطرت إلى الفرار من بلدها العيش في ظروف لائقة، وألا يفقد أطفالها الحق في التعلًم وفي مستقبل أكثر أشراقاً». وقال ليك إنه «يمكن أن تتحول هذه المدارس إلى واحات للراحة الجسدية والنفسية بالنسبة للأطفال السوريين الذين تعرضوا لما لا ينبغي أن يتعرض له أي طفل»، مشيراً إلى أن «الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي يجعل كل ذلك ممكناً». ووفق البيان، تغطي هذه المساهمة تدريب المعلمين ورواتبهم والرسوم والكتب والتجهيزات المدرسية، إضافة إلى تجديد المدارس وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المحتاجين وغيرهم من تكاليف الدراسة.