اليوم المناظرة التلفزيونية الأولى بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، وإذا لم يدخل الرئيس الاستوديو وهو مخمور ويعترف بأنه مواطن من كينيا فهو سيفوز بالرئاسة في السادس من الشهر المقبل. لا أعتقد أنه سيفعل، لذلك أرجح فوزه، وهو ما فعلت قبل شهر. باراك أوباما خطيب موهوب، وأستاذ جامعي وخبير دستوري بارز، وأعصابه دائماً في ثلاجة فلا يُستفَز. ميت رومني رجل أعمال ناجح يعرف كيف يروِّج لبضاعته، وكلنا يعرف أن الإعلان دائماً أفضل من البضاعة المُعلَن عنها. الرئيس لم يستطع إنهاء الأزمة الإقتصادية التي ورثها عن جورج بوش الابن ويستطيع أن يقول صادقاً أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون عرقل كل مشاريعه واختار أن تستمر الأزمة ليحمّل الرئيس وزرها. رومني في المقابل سياسته خفض الضرائب للأثرياء وتقليص الضمانات الإجتماعية للفقراء، وخوض حرب مع إيران لمصلحة حليفه مجرم الحرب بنيامين نتانياهو طالما أن من المستحيل أن تهدد ايران أمن الولاياتالمتحدة. إستطلاعات الرأي العام الأخيرة كافة تجعل الرئيس متقدماً على منافسه، بنسبة 49 في المئة مقابل 45 أو 44 في المئة (البقية لم يختاروا مرشحاً بعد). وفي أهمية ذلك أن الإستطلاعات هذه تجعل الرئيس متقدماً في الولايات المتأرجحة بين المرشحَيْن مثل فرجينيا وأوهايو وإيوا. الفائز بالرئاسة يحتاج الى 270 صوتاً من الكلية الإنتخابية، أي المندوبين عن كل ولاية الذين يمثلون كثافتها السكانية. ووكالة اسوشييتد برس رجَّحت أن أوباما له 271 صوتاً، في حين أن شبكة بلومبرغ أعطته حتى الآن 217 مقابل 191 لرومني. هناك ثلاث مناظرات تلفزيونية بين الرئيس ومنافسه وبعد الأولى اليوم، الثانية في 16 من هذا الشهر والثالثة في 22 منه، مع مناظرة بين نائب الرئيس ومنافسه في 11 من هذا الشهر. والمناظرة الأولى سيديرها الإذاعي المشهور جيم ليرير الذي تعرض لحملات قبل أن يبدأ ليحمّله أنصار الخاسر المسؤولية. المراقبون يُجمعون على أن المناظرة التلفزيونية الأولى هي الأهم، فهي التي ستترك حوالى 60 مليون متفرج بإنطباع واضح عن قدرة كلٍ من المرشحَيْن، ثم أن التصويت الأولي بدأ في بعض الولايات والأرجح أن يكون قرب نهايته مع المناظرة الأخيرة قبل أسبوعين من التصويت العام. بل أن إحصاءات قدَّرت أن يكون 35 في المئة من الأميركيين أدلوا بأصواتهم قبل موعد التصويت العام في السادس من الشهر المقبل (دائماً أول ثلثاء من الشهر). تأثير المناقشات التلفزيونية في نتائج الإنتخابات يعكس إهتمام المرشحين بها، والرئيس تمرن كثيراً في مواجهة السيناتور جون كيري الذي لعب دور ميت رومني أمامه. أما رومني فتمرن على النقاش مع أعضاء فريقه الإنتخابي. ونعرف أن أوباما أجرى عدداً من المناظرات التلفزيونية المماثلة في السابق، ثماني مناظرات على ما أذكر، في حين أن رومني سيكون في أول مناظرة له اليوم. أعتقد أن النتيجة حُسِمت قبل أن تبدأ، إلا أنني أريد أن يفوز باراك أوباما، لذلك أراجع معلوماتي، وأعتمد على آراء الآخرين، ثم أجد أنني أخلص الى النتيجة نفسها، فالمرشح الجمهوري خسر دعم نصف الاميركيين وهو يقول في شريط سُجِّل سراً وأذيع أن 49 في المئة من الاميركيين عالة على الدولة كأنهم إختاروا ألا يعملوا. ولا أعرف كيف يمكن أن يخرج من هذه الحفرة التي حفرها لنفسه، خصوصاً أمام محاور ذكي واسع الإطلاع خبير. وما سبق يذكّرني بيوم قال فيه رونالد ريغان «الحقائق أشياء سخيفة». وهو كان ينقل خطأ عن جون ادامز، أحد آباء الإستقلال الاميركي الذي قال «الحقائق أشياء عنيدة.» فأنتظر أن أسمع حقائق رومني وتصحيحات أوباما. [email protected]