شهد سوق الخميس الشعبي في محافظة القطيف، أمس، طلباً متزايداً على الدجاج البلدي، حتى أن المعروض منها نفذ تماماً. فيما أكدت بائعات أنهن تلقين طلبات لشراء كميات أخرى. وتزايد الطلب على الدجاج البلدي في أعقاب الارتفاع الذي شهدته أسعار الدواجن منذ نحو أسبوعين، إثر ارتفاع أسعار الأعلاف في الأسواق الدولية. وعلى رغم أن أسعار الدجاج تزيد بأضعاف عن المُنتج في المزارع إلا أن كثيرين قرروا العودة إلى تربية هذا النوع من الدجاج والاعتماد عليه، سواء في الأكل أو الحصول على البيض، الذي شهد هو الآخر ارتفاعاً مماثلاً. وكانت تربية الدجاج البلدي عادة لدى معظم البيوت في المنطقة الشرقية، وبخاصة في محافظتي الأحساءوالقطيف، إلا أنها سجلت تراجعاً تدريجياً خلال العقود الثلاثة الماضي، إذ أحجم الكثيرون عن تربيتها في المنازل الحديثة. وتلقت تربية الدجاج في البيوت «الضربة القاضية»، مع ظهور وباء «أنفلونزا الطيور» قبل سنوات. إذ قرر مَنْ تبقى لديهم أقنان لتربيتها، التخلص منها نهائياً، خوفاً من الإصابة بالمرض، الذي تسبب في وفاة المئات حول العالم، فضلاً عن الإصابات التي ظهرت في دول كثيرة بينها السعودية. بيد أن سعيد سلمان (72 سنة،) والذي يعيل تسعة أشخاص، لم يجد مخرجاً ل «أزمة الغذاء»، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الدواجن، سوى إعادة ترتيب مزرعته الصغيرة، التي تقع خلف منزله، بهدف العودة لتربية الدجاج في هذه المزرعة. ويقول: «عدت إلى تربية الدجاج بعد أن سجلت الأسعار ارتفاعات كبيرة في الأسواق المحلية، ما جعلني أُحجم عن الشراء». وتشكل وجبة الدجاج الطبق اليومي لأسرة إسماعيل منصور، على غرار قطاع واسع من الأسر السعودية، من ذوات الدخل الذي يتراوح بين المتوسط والضعيف. ويقول إسماعيل: «تشكل إعانة الضمان الاجتماعي المصدر الرئيس لدخلي. وهذا المبلغ البسيط لا يمكنني من شراء دجاجتين يومياً، تبلغ قيمتهما نحو 30 ريالاً». وأضاف «لم أكن اشتري اللحم إلا نادراً، وكنت أعتمد على الدجاج بشكل أساس، ويليه السمك. ولكنه ارتفع منذ سنوات ولم يعد الكثير من الأصناف في متناول اليد». وقرر منصور، أمس، أن يشتري أربع دجاجات وديك بلدي، لتربيتها، «على أمل أن تتكاثر، وتكون مصدر الاستهلاك، بدلاً من الدجاج المستورد، أو الذي تنتجه شركات الدواجن المحلية»، مؤكداً أنه سيواصل تربية الدجاج المحلي، «حتى لو انخفضت أسعار الدواجن والبيض في الأسواق، فمن يضمن ألا تعود إلى الارتفاع، فضلاً عن كون تربية الدجاج في المنزل غير مكلفة كثيراً، فالأكل الذي أقدمه لها من بقايا مائدتنا، وبعض الحبوب الأخرى، وهي رخيصة نسبياً». ويرى محمد المعلم، أن «الدجاج المحلي، الذي نقوم بتربيته في المنازل، هو الأفضل من الناحية الصحية، وكذلك في جودة الطعم والمذاق»، مشيراً إلى أنه قام بتربية الدواجن في منزله منذ سنوات طويلة، «حتى أن نسبة استهلاكي من الدجاج، وكذلك البيض من الأسواق المحلية كانت منخفضة، حتى قررت مقاطعتها، بعد الارتفاع في الأيام الماضية»، مشيراً إلى أنه اقتصر حالياً، على ما تنتجه مزرعته الصغيرة فقط. وتزامن ارتفاع أسعار الدواجن مع ارتفاعات ملحوظة في بقية المواد الغذائية الرئيسة، مثل الرز، والخضار والفواكه، إضافة إلى اللحوم الحمراء والأسماك، التي تسجل أرقاماً «قياسية» في الأيام الماضية، في سوق القطيف المركزي للأسماك، والذي يعتبر «البورصة الأساسية للأسماك في المنطقة الشرقية».