في وقت رفع رئيس الحكومة الليبية المنتخب الدكتور مصطفى أبو شاقور تشكيلة حكومته إلى المؤتمر الوطني العام تمهيداً لمنحها الثقة اليوم، قدّم رئيس المؤتمر الوطني الدكتور محمد المقريف اعتذاره لليبيين عن ما وصفه ب «زلة لسان» في تصريحاته إلى «الحياة» في نيويورك في شكل الدولة الجديدة في ليبيا. وقال المقريف أول من أمس عبر قناة ليبيا الوطنية: «أرى لزاماً عليّ أن أوضح ملابسات ومقاصد ما صدر عني من آراء عبر الصحافة أُخرجت عن سياقها وذهبت بها الظنون كل مذهب تقول إن ليبيا ستكون دولة علمانية». وأوضح بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية أنه لا يملك الحق في تقرير مثل هذا الأمر الدستوري ولا يملك النيابة عن الليبيين لتقريره. وأكد أن الدين الإسلامي منهج الحياة في ليبيا وأن الشعب الليبي شعب مسلم سني لن يرضى بأي مخالفة لأصول إيمانه وثوابث دينه وأحكام شرعه الحنيف، كما أن الواقع الليبي لا مكان فيه لمصطلح العلمانية ولا لمصطلح الثيوقراطية (حكم رجال الدين). وقال «لا يفوتني أن أقدّم اعتذاري لليبيين جميعاً عن كل ما يمكن أن أزل فيه أو تخونني فيه العبارة، وصدري سيكون رحباً لكل توجيه أو تسديد أو نصح». ومساء أعلن الدكتور أبو شاقور تشكيلة حكومته أمام المؤتمر الوطني العام وضمت ثلاثة نواب للرئيس يملك كل واحد منهم حقيبة وزارية، وهم الدكتور عمر أحمد النكوع، والدكتور الحرمين محمد الحرمين، والمستشار سعد عقيلة العبيدي. واقترح أبو شاقور لوزارة الدفاع عبدالسلام جاب الله الصالحين صالح العبيدي، ولوزارة الداخلية العميد عمر الأسود، ولوزارة المال الدكتور عبدالله شامية، ولوزارة الاقتصاد مصطفى أبو فناس، وللنفط والغاز المبروك عيسى أبوحرورة، وللأوقاف والشؤون الدينية سالم عبدالسلام الشيخي، ولوزارة رعاية أسر الشهداء والمفقودين سامي الساعدي (المسؤول السابق في «الجماعة الإسلامية المقاتلة»)، وللشؤون الاجتماعية سمية محمود الطيف، وللتربية والتعليم سليمان الساحلي، وللعمل أحمد صافار، وللعدل يوسف خريبيش، وللصحة فيصل الكريكشي، وللحكم المحلي محمد الهاشمي الحراري، وللإسكان مفتاح الطيار، وللاتصالات والمعلوماتية إبراهيم جبريل، وللمواصلات والنقل عبدالحفيظ سالم العبار، وللزراعة والثروة الحيوانية والبحرية محمود التليسي، وللصناعة محمود الفطيسي، وللتعليم العالي والبحث العلمي نعيم عبدالرحمن الغرياني، وللشباب والرياضة رمضان بلقاسم بالحاج، وللثقافة والمجتمع المدني الهادي عبدالسلام الغرياني، وللكهرباء أحمد الشايبي، وللأشغال صلاح الدين شميلة، وللتأهيل والتنمية البشرية مصطفى الساقزلي، وللمياه والبيئة مصطفى سليمان. وأعلن أبو شاقور في كلمته أمام المؤتمر أن وزارة الخارجية شاغرة الآن وسيتولى هو مهمتها إلى أن يتم اختيار الشخص المناسب لها. ومن المتوقع أن يصوّت المؤتمر الوطني العام على منح الحكومة الثقة اليوم الخميس. واستمر التوتر أمس حول بلدة بني وليد جنوبطرابلس بعدما تقدّمت كتائب من الثوار والقوات الحكومية من مصراتة بهدف دخولها أول من أمس. وبُثت مقاطع فيديو على الإنترنت تعرض مشاهد قصف عنيف تعرضت له منطقة على مداخل بني وليد التي تُعتبر معقلاً لقبيلة الورفلة الواسعة النفوذ. ووجهت الحكومة الليبية وثوار مدينة مصراتة (شرق طرابلس) إنذاراً لبني وليد لتسليم قتلة شاب اشتهر بأنه الذي عثر على العقيد الراحل معمر القذافي مختبئاً في أنابيب مياه قرب مدينة سرت في تشرين الأول (أكتوبر) قبل اعتقاله وقتله. ويقول ثوار مصراتة إن هذا الشاب اعتُقل في بني وليد وعُذّب ثم قُتل، وهو أمر ينفيه وجهاء البلدة التي كانت تناصر النظام السابق. على صعيد آخر، تعرضت نقطة تفتيش أمنية تابعة لمديرية الأمن الوطني في مدينة شحات (شرق ليبيا) فجر الأربعاء لاعتداء بواسطة قنبلة يدوية أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصرها وإصابة رابع بجروح بليغة. ولم يتضح إن كان هذا الحادث له علاقة بتداعيات مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي والذي يُشتبه في ضلوع متشددين به.