أعلن نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليغ اثناء زيارة الى انقرة، أن بريطانيا ستساعد اللاجئين السوريين الى تركيا على قضاء فصل الشتاء، وقدم هبة الى الهلال الاحمر التركي بقيمة مليون جنيه استرليني (1.25 مليون يورو) لهذه الغاية. وفي بيان صدر عقب لقاء كليغ مع رئيس الهلال الاحمر التركي عمر تاسلي، قال المسؤول البريطاني إن «اللاجئين السوريين سيواجهون شتاء قاسياً». وأوضح ان المساعدة الانسانية التي ستوزع بفضل هبة بلاده قد تلبي احتياجات عشرة آلاف لاجئ. واعتبر ان تركيا تواجه «تحدياً ضخماً» عبر الانعكاسات الانسانية للحرب الاهلية في سورية، التي تتقاسم معها حدوداً يبلغ طولها 900 كلم. وأفادت آخر الارقام الرسمية، أن تركيا تؤوي اكثر من 93 الف لاجئ في عدة مخيمات، أحدها من المنازل الجاهزة في جنوب شرق البلاد حيث الحدود مع سورية. ومن بين اللاجئين تم نقل 578 جريحا الى عدد من المؤسسات الصحية التركية، وفق مديرية الاحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء التركي. والعدد الرسمي للاجئين، البالغ 93 الفاً و576، يعني الاشخاص المسجلين رسمياً لدى السلطات، لكن المئات او الآلاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع أقارب ولم يتسجلوا لدى السلطات. وقد حددت أنقرة، التي قطعت كل اتصالاتها مع الرئيس بشار الاسد، الصيفَ الماضي العدد الاقصى للاجئين السوريين الذين قالت انها مستعدة لاستقبالهم، بنحو مئة ألف، لكنها اوضحت انها قد تتجاوز هذا العدد اذا كانت الأسرة الدولية مستعدة لمساعدتها. وأعلنت السلطات التركية ان منظمة خيرية سعودية وعدت مؤخراً ببناء مخيم يستقبل عشرة آلاف لاجئ سوري في محافظة كيليس التركية. إلى ذلك، أعربت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا عن قلقها من وضع اللاجئين السوريين، على خلفية استمرار النزاع العسكري في البلاد، وطلبت من دول مجاورة مساندتهم. وجاء في تقرير قدمه البرلماني الإيطالي جاكومو سنتيني، أن نحو 1.2 مليون شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب استمرار النزاع في سورية. وقد غادر 294 ألف سوري بلادهم. وأعرب التقرير عن القلق من ظروف إقامة اللاجئين الذين غادروا سورية، إذ انهم يعانون شح المياه والمواد الغذائية وانعدام الخدمات طبية. ويرى جاكومو ان الوضع قد يتدهور بحلول الشتاء. وفي هذا السياق طالبت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الطرفين المتنازعين في سورية بالوقف الفوري لإطلاق النار متوجهة إلى مجلس أوروبا لتقديم معونات للاجئين السوريين. وتقترح الجمعية أن تبحث بالتعاون مع بنك التنمية الأوروبي إمكانية دعم إدارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدى الأممالمتحدة.