يشمر لاعبو الهلال عن سواعدهم بحثاً عن فوز صريح يمنحهم بطاقة التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، عندما يستضيف الفريق مساء اليوم نظيره أولسان الكوري الجنوبي في مباراة الإياب بعد أن خسر الفريق الأزرق مواجهة الذهاب بهدف من دون رد، ما يجعل المهمة ليست بالسهلة في ظل الفرص العديدة للفريق الكوري. الهلال يبحث عن ترويض المسابقة التي وقفت عصية عليه في السنوات الأخيرة، وباتت مصدر قلق وإزعاج لمحبيه، إذ فشل الهلال في العودة إلى سماء التتويج لأكثر من 10 سنوات متتالية وصفت بالأسوأ في التاريخ الأزرق، خصوصاً أن الفريق لا يزال يتقدم فرق القارة ب6 ألقاب. على رغم تواضع الأداء الفني للهلال ووجود نقاط ضعف كثيرة بين خطوطه، أهمها الوهن الكبير الذي يعاني منه خط الدفاع بوجود متوسطي الدفاع ماجد المرشدي والسنغالي مانغا، فهما مصدر خطر يهدد أي تفوق أزرق طوال ال90 دقيقة، بل والجماهير تظل قلقة حتى آخر صافرة خشية هفوة كوارثية من مانغا أو المرشدي تصادر أحلام وطموحات الفريق، إلا أن البعض يرى في حيوية الوسط وقوة الهجوم ما يكفي لمواصلة المشوار نحو نقطة ابعد في المنافسات قد تصل إلى اعتلاء منصة التتويج. البرازيلي لوبيز ويسلي والكوري الجنوبي لي يو هما أهم العناصر الزرقاء على الإطلاق، ويعول عليهما المدرب الفرنسي كومبواريه لقيادة الفريق إلى خطف بطاقة الصعود إلى مربع الأقوياء، فكلاهما يؤدي بقتالية منقطعة النظير، إلى جانب إجادتهما الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق، وان كان الكوري يعاب عليه اهدار الفرص، إلا أنه يظل المهاجم الأفضل والأكثر قدرة على التمركز السليم وخلق عدد وافر من الفرص الخطرة داخل مناطق الخصوم، بل وتحركاته الدائمة تتيح مساحات كبيرة في مناطق الفريق المقابل، ولاشك بأن هذا الثنائي لن يستطيع فعل كل شيء ما لم يجد المساندة من الفاعلة من عبدالعزيز الدوسري وياسر الشهراني أو نواف العابد، فالأسماء الشابة ستكون سلاح قوي في يد كومبواريه ترجح كفته متى ما أحسن قراءة أحداث المباراة، وتعامل مع مجرياتها بكل واقعية. المهمة الهلالية ليست بالسهلة وستزداد صعوبة في حال اندفاع لاعبي الفريق إلى الخطوط الأمامية وتلقي مرماهم هدف باكر، كما حدث أمام ذوب أهن الإيراني في النسخة ما قبل الماضية، لذا سيرفع المدرب الفرنسي كومبواريه شعار الحيطة والحذر في الجزء الأول من المواجهة وهو المنعطف الأهم نحو التأهل، قبل الزج بأوراقه الرابحة في الحصة الثانية، خصوصاً أن الفريق ذهبت طموحاته أدراج الرياح في أكثر من مناسبة بأخطاء فردية، لعل آخرها هدف اولسان الكوري في مباراة الذهاب عندما أخطى عادل هرماش في إعادة الكرة، ما تسبب في ولوج هدف عقد مهمة الفريق في مباراة الليلة. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الفريق الكوري الجنوبي بفرص تفوق مضيفه، ولن يتردد مدربه في اللعب على أخطاء مدافعي الهلال، خصوصاً أنه تعرف جيداً على مكامن القوة والضعف، وسيبحث جاهداً عن الاستفادة من الكرات المرتدة وتسجيل هدف سيضع فريقه على مشارف التأهل قبل صافرة النهاية بكثير، والفريق الكوري يمتاز لاعبوه بالسرعة واستثمار المساحات المتاحة بشكل رائع، إضافة إلى وجود أكثر من لاعب يجيد التسديد القوي من خارج المنطقة. الظهور المتواضع لأولسان في مباراة الذهاب، لا يعني أن الفريق ضعيف ومن السهل إسقاطه، وقد يتفاجأ الهلاليون بقوة الفريق الكوري، وعليهم أن يتذكروا أنه لم يجرع مرارة الخسارة طوال منافسات النسخة الحالية، ويضم أسماء بارزة في سماء الكرة الكورية. وفي المباراة الثانية، يسعى بونيودكور إلى الفوز على ضيفه اديلايد لبلوغ نصف النهائي، علماً بأن التعادل صفر-صفر و1-1 سيكون كافياً له للتأهل بعد عودته من أستراليا بتعادل بهدفين لكل منهما.