عكس معرض «سيتي سكيب» الذي انطلق في دبي أمس، بدء عودة الثقة إلى أسواق العقار في منطقة الخليج، والتي افتقدتها على مدى السنوات الأربع الماضية، نتيجة أزمة المال العالمية، ما دفع الجهة المنظمة للحدث إلى زيادة مساحته بنسبة 50 في المئة، وسط مشاركة دولية وإقليمية وعالمية. وحضرت في المعرض شركات التطوير العقاري العالمية، التي استحوذت للمرة الأولى في تاريخها على أكثر من نصف مساحة المعرض. ويبدو أن التحرك الإيجابي لسوق العقار في منطقة الخليج، بشّر العاملين في القطاع بمزيد من النمو في الأشهر المقبلة، ما شجع شركات التطوير العقاري على إعلان استكمال مشاريع كانت توقفت خلال الأزمة أو مشاريع جديدة. وأكد رؤساء تنفيذيون في الشركات العقارية الخليجية يشاركون في معرض «سيتي سكيب» في لقاءات مع «الحياة»، أن الثقة في القطاع «عادت بعد بدء المصارف في المنطقة وفي الخارج تأمين التمويل للمشاريع، على اعتبار أن الأزمة في السنوات الأربع الماضية لم تكن عقارية بل أزمة سيولة في المقام الأول. ولاحظ أقطاب العقار الخليجي، أن القطاع في المنطقة شهد منذ مطلع السنة تحركاً إيجابياً، خصوصاً مع نمو مشاريع البناء قيد الإنشاء والمقدرة بنحو 2.5 تريليون دولار. واعتبر المدير التنفيذي العضو المنتدب في شركة «داماك» العقارية زياد شعار، أن «تحسين مستوى التمويل العقاري في المنطقة، من أبرز التحديات التي كان يواجهها العقار، إذ حالت ندرة التمويل دون ترجمة الطلب على العقار إلى عمليات شراء». وأشار إلى أن «سيتي سكيب» يختلف هذه السنة عن السنوات الأربع الماضية، إذ يُعقد في ظل تحسّن في السيولة ونمو في القطاع يتراوح بين 7 و12 في المئة، إذ «مهما كان معدل النمو طفيفاً، سيعيد الثقة التي افتقدتها الأسواق خلال الأزمة». ورصد خبراء القطاع تدفقاً للسيولة إلى المنطقة نتيجة تفاعلات «الربيع العربي» وتحقيق شركات العقار والمصارف في المنطقة معدلات نمو جيدة هذه السنة، وتخلصها من أعباء الديون السيئة التي شلت قدرتها على الإقراض في السنوات الأربع الماضية، ما أعاد إحياء مشاريع معطلة من جانب المطورين. ورأى الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لشركة «إنجاز» العقارية عمر القاضي، أن «الحديث عن القطاع على مستوى الخليج عموماً مقارنة غير سليمة»، لأن المنطقة العربية تشهد أزمة إسكان كبيرة، خصوصاً في المملكة العربية السعودية، التي تحتاج بناء أكثر من مليوني وحدة سكنية حتى عام 2020، باستثمارات تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار». وقال: لدينا في السعودية سيولة كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار النفط، لكن المشكلة هي خلق ثقة في السوق». وفي الامارات، أكد من تحدثت إليهم «الحياة»، أن القطاع العقاري في الدولة عموماً وفي دبي خصوصاً، دخل مرحلة جديدة من التعافي الذي يمهد إلى انتعاش مستدام، مستندة في استمرارها إلى أسس اقتصادية سليمة». وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «ديار» العقارية سعيد القطامي، وهي الشركة التي عانت مشكلة ديون خلال أزمة المال العالمية، أن سوق العقار في الدولة «بدأت تشهد حراكاً نتيجة السياسات التي اتخذتها الحكومة في اتجاه تنويع الاقتصاد، ما استقطب مؤسسات إقليمية وعالمية، ساعدت على زيادة الطلب على العقار». وعلى رغم بدء عودة الثقة إلى سوق العقار في الدولة، استبعد القطامي عودة «الطلب المصطنع» إلى العقار من خلال المضاربة التي سادت مرحلة ما قبل الأزمة». وما عكس زخم معرض «سيتي سكيب» هذه السنة، هو حجم المشاريع التي أطلقتها مؤسسات التطوير العقاري أو روّجت لها خلال الحدث، إذ أعلنت مجموعة «الفطيم» وشركة «إعمار» العقارية، نيتهما المبدئية إبرام اتفاق لمشروع مشترك بقيمة 5 بلايين جنيه مصري، لإنشاء «كايرو جيت»، أكبر مجمع ترفيهي يمنح أسلوباً متميزاً للحياة، ويقام على أرض تملكها «إعمار مصر» على مساحة 160 فداناً، وتقع في منطقة مميزة على الطريق الصحراوي مصر - الإسكندرية. وأعلنت شركة «انجاز» السعودية، مشروع «القمرا» في شمال الرياض على مساحة 2.6 مليون متر مربع بكلفة 2.7 بليون ريال سعودي، إضافة إلى مشروع «مارينا» في منطقة الخبر. وروّجت شركة «داماك» لمشاريع في كل من لبنان والأردن والسعودية والإمارات، وأعلنت شركة «ديار» الإماراتية، عن بناء 400 وحدة سكنية جديدة. وأعلنت شركة «كريستال لاغون التشيلية»، تنفيذ بحيرات صناعية في مناطق من الشرق الأوسط، أبرزها مشروع بحيرة صناعية عملاقة من المياه البلورية على مساحة 2.7 هكتار في منتجع شرم الشيخ السياحي.