قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «مفتاح» نجاح مهمة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الاخضر الابراهيمي «هو في دمشق وخارجها، أي في دول الجوار التي تؤوي وتسلح وتدعم بالمال والاعلام الجماعات الارهابية المسلحة» وفق ما تقول دمشق. وكان الابراهيمي الذي عُيّن خلفاً لكوفي انان مطلع ايلول (سبتمبر) الماضي، حذر من تفاقم النزاع السوري وتحوله ازمة اقليمية ودولية، مشيراً الى انه سيضع خطة بناء على اتصالات يجريها مع الاطراف المحليين والاقليميين والدوليين. وجدّد المعلم دعوة «كل اطياف المعارضة الوطنية للاجتماع في دمشق في اطار حوار وطني شامل وجدول اعمال مفتوح وليست له شروط مسبقة»، من دون ان يستبعد اصدار «قرار بعفو عام وشامل يمهد للمصالحة الوطنية». واتهم المعلم، في حديث إلى قناة «الميادين» الفضائية كان مقرراً ان يبث كاملا ليلة امس، الولاياتالمتحدة باستخدام موضوع الاسلحة الكيماوية لشن «حملة» تشبه تلك التي سبقت الغزو الذي ادى الى اسقاط نظام الرئيس صدام حسين. وقال المعلم: «هذا الموضوع (الاسلحة الكيماوية) هو من بنات افكار الادارة الاميركية ... هذا هراء صنعوه لشن حملة على سورية تشبه ما فعلوه بالعراق». وفي مقاطع بثتها القناة التي تتخذ من بيروت مقراً لها، ابقى المعلم على الغموض في ما يتعلق بامتلاك سورية هذا النوع من الاسلحة، رغم تأكيد وزارة الخارجية في بيان رسمي هذا الامر في تموز (يوليو) الماضي. وقال المعلم في المقابلة التي اجريت معه في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ان «موضوع الاسلحة الكيماوية اذا وجدت في سورية وانا اضع خطا تحت اذا وجد، فهل معقول ان نستخدمها ضد شعبنا؟ هذا هراء». وأضاف: «لكن هذا لا يعني اطلاقاً ان سورية لديها مخزون اسلحة كيماوية او انها تنوي استخدام هذه الاسلحة ضد شعبها». من جهة اخرى حذر المعلم الدول الداعمة للمعارضة المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد من ان «الارهاب» سيرتد عليها في اشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يعتبرهم النظام السوري «جماعات ارهابية مسلحة». وحذر المعلم من ان «الولاياتالمتحدة ذاتها ستتذوق سم الارهاب الذي تدعمه»، موضحا ان بداية «التذوق» كانت «في بنغازي (حيث قتل السفير الاميركي خلال احتجاجات على فيلم مسيء للاسلام). لكنهم لم يتعلموا على ما يبدو درسهم في افغانستان». ويشير الوزير السوري بذلك الى تكبد الجنود الاميركيين الموجودين في افغانستان خسائر كبيرة ناجمة في شكل اساسي عن عمليات لحركة طالبان الاسلامية المتطرفة. ورفضت الولاياتالمتحدة مراراً تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح، مصرة على دعم الجهود الانسانية والمعارضة المدنية السورية. واعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الاممالمتحدة قبل ايام رفع اجمالي المساعدات الاميركية «للمعارضة غير المسلحة» الى 45 مليون دولار. واعتبر وزير الخارجية السوري ان «الجزء الاكبر من العنف الذي نواجهه في سورية مصدره تركيا»، مؤكداً ان «من يرسل هذا الارهاب سيرتد عليه». كما اشار الى ان «بلايين الدولارات تنفق من قطر في سورية من اجل ذبح الشعب السوري وتدمير البنى التحتية من مدارس ومستشفيات وطرق وخطوط انابيب نفط وسكك حديد واغتيالات للأطباء والمهندسين». واكد المعلم ان لدى سورية «مخزوناً استراتيجياً من القمح والمواد الغذائية والدواء يكفي لعدة اشهر». وكانت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) اعلنت مطلع آب (اغسطس) الماضي ان ثلاثة ملايين سوري بحاجة عاجلة الى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي، وان تلبية هذه الحاجات سيحتاج في الاشهر المقبلة الى ملايين الدولارات.