بدأ الرئيس العراقي جلال طالباني لقاءاته مع الكتل السياسية في بغداد، لإنهاء الأزمة السياسية، وسط غموض يحيط بخطة العمل المقترحة والتي من شأنها الوصول بالأطراف المتخاصمة إلى عقد مؤتمر وطني. وكان طالباني وصل السبت إلى بغداد بعد رحلة علاج خارج البلاد استمرت أكثر من ثلاثة شهور. وأعلنت كتلة «التحالف الكردستاني» أمس أنه «باشر لقاءاته مع القادة السياسين لتهيئة الأرضية لعقد مؤتمر وطني موسع». وقال النائب عن التحالف حسن جهاد ل «الحياة»: إن «رئيس الجمهورية سيلتقي زعماء وقادة الكتل السياسية. وهذه الاجتماعات ستكون حاسمة في تحديد موعد المؤتمر الوطني والقضايا التي ستطرح فيه»، مستبعداً انعقاده في وقت قريب «لأنه يحتاج إلى تحضيرات». وعن الخطط التي سيعتمدها طالباني لحل الخلافات، قال جهاد إن «الرئيس سيؤكد ضرورة التمسك بالدستور والرجوع إليه في حل الخلافات، إضافة إلى الاتفاقات السياسية السابقة التي من شأنها تحقيق الإصلاح». وزاد أن «جهود رئيس الجمهورية غير كافية لحل المشكلات والأزمة السياسية، وتحتاج إلى تنازل الكتل من سقوف مطالبها، والاتفاق على مشروع وطني يخرج البلاد من الأزمة». إلى ذلك، أبدى عضو ائتلاف «دولة القانون» سعد المطلبي تفاؤله بعودة طالباني إلى بغداد وقال في اتصال مع «الحياة»: «نرى أن موعد المؤتمر أو اللقاء الوطني قد اقترب بعد عودة رئيس الجمهورية إلى العاصمة وشروعه في اللقاءات الفردية والثنائية». وأضاف أن «المؤتمر الوطني يجب أن يناقش القضايا الخلافية أو المعلقة مثل الوزارات الأمنية الشاغرة ومجلس السياسات الاستراتيجية والعقود النفطية»، مشيراً إلى أن كتلته ترفض «مناقشة قوانين العفو العام والبنى التحتية أو المساومة عليها لأن مكان مناقشتها الطبيعي هو البرلمان». وتابع أن «التحالف الوطني سيعرض على طالباني تصوراته للقضايا التي يمكن إيحاد حلول لها خلال الفترة الباقية من عمر الحكومة». وزاد: «نستطيع أن نسمي الوزراء الأمنيين ونشكل مجلس السياسات الاستراتيجية ليرأسه علاوي، لكن لا نستطيع أن نعدل مواد الدستور التي يطعن بها رئيس إقليم كردستان ويخالفها باستمرار». وقللت القائمة «العراقية» من أهمية المشاورات التي بدأها طالباني واعتبرتها «تقليدية». وقال النائب محمد سلمان الطائي: «لا نعول كثيراً على وجود رئيس الجمهورية في بغداد لحل المشاكل السياسية وحسمها»، مبيناً، أن «طالباني كان موجوداً خلال الأزمات السياسية السابقة التي ما زالت قائمة ولم يحلها، فماذا ستفعل عودته إلى بغداد؟». وأضاف أن «اللقاءات التي ستعقد بحضور رئيس الجمهورية في بغداد ستكون تقليدية وعامة»، مشيراً إلى أن «المشاكل السياسية سترحل للمرحلة المقبلة ولن تكون لها حلول جذرية».