بعدما بدا مهرولاً نحو المشاركة بقوة في الإنتخابات المحلية المقبلة، أعاد «تجمع أمل الجزائر» الذي يقوده الوزير عمر غول المنشق عن «حركة مجتمع السلم» النظر في قراره المنافسة على مئات المقاعد المحلية. ويتجه الحزب المعروف ب «تاج» إلى إعلان تغيّبه عن آخر موعد سياسي مطروح قبل الإنتخابات الرئاسية المتوقعة بعد عامين. وأفادت مصادر قيادية في حزب «تجمع أمل الجزائر» (قيد التأسيس) والذي يقوده عمر غول أن قيادات الحزب تتجه إلى إعلان عدم المشاركة في الإنتخابات المحلية المقبلة، بعدما كان هذا الهدف على رأس أولويات «تاج» في المؤتمر التأسيسي الذي عُقد قبل نحو أسبوع. وقالت المصادر إن سبب عدم المشاركة يتعلق فقط ب «عدم الجاهزية» والخوف من «تأخر الإعتماد» (الترخيص الرسمي للحزب)، إضافة إلى الفوضى التي شهدها المؤتمر التأسيسي. ولحق بالحزب الجديد المئات من القيادات المنشقة أو المفصولة من أحزاب عُرفت بموالاتها للسلطة أو معارضتها الشديدة لها. ويتعرض الحزب الجديد إلى إنتقادات شديدة من زعامات سياسية تتهمه بأنه «أداة» في يد السلطة خلال المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار، يتردد أن ما يُعرف ب «الجناح الحمسي» - أي القيادات المنشقة عن «حركة مجتمع السلم» الإسلامية - يدفع الحزب الجديد باتجاه خيار عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة بهدف «تنقية» صفوفه من «الإنتهازيين»، والمقصود بذلك الإطارات التي التحقت ب «تاج» لأنها تبحث عن وعاء للترشح باسمه في الانتخابات المحلية المقررة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وذكرت مصادر في «تجمع أمل الجزائر» أن المنسّقين الولائيين تبلّغوا من قيادة الحزب بوقف عملية جمع ملفات المرشحين المفترضين باسمه للانتخابات المقبلة. وبررت قيادة الحزب قرارها بقواعدها ب «عدم الجاهزية» كون المؤتمر التأسيسي لم يُعقد سوى قبل أيام قليلة فقط. وخلّفت استقالة نواب من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي والتحاقهم بحزب «تجمع أمل الجزائر»، حال تذمر داخل جبهة التحرير نفسها كونها وقفت في وجه تعديلات قانونية تمنع ظاهرة «تجوال» المنتخبين (انتقالهم من حزب إلى آخر بعد انتخابهم)، لكنها وجدت نفسها أول المتضررين، مع «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يجمع ثلاثة أحزاب إسلامية بينها «حركة مجتمع السلم» الذي ترشح باسمها عمر غول في الانتخابات النيابية في العاصمة. وترك غول «حركة مجتمع السلم» بعد فوزه وأسس حزبه الجديد «تاج». وقال غول في وقت سابق إن حزبه «وطني جامع» وسيكون «صوت الضعفاء وضمير الشرفاء». وقال إنه سيعمل على «المشاركة في كل مؤسسات الدولة، لأن الدولة دولتنا ونعتز بدولتنا وكل ذلك من أجل الصالح العام». وفُهم من كلامه أنه يقصد المشاركة في الإنتخابات المحلية المقبلة. وقرار عدم المشاركة في هذه الانتخابات من شأنه تغيير حسابات كان يعوّل عليها التجمع الوطني الديموقراطي الذي كان يأمل بعقد تحالفات مع «تاج» في الانتخابات المحلية، وأيضا في عملية انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الأمة. ومعلوم أن التجمع الذي يتزعمه الوزير الأول السابق أحمد أويحيى تحالف في الانتخابات السابقة لنواب الغرفة العليا في البرلمان (مجلس الأمة) مع حزب العمال اليساري.