احتفلت البورصات الغربية بنجاح قمة مجموعة العشرين في لندن و»النظام العالمي الجديد»، وارتفعت مؤشراتها بين 4 و6 في المئة واستعادت بورصة لندن مستوى فوق 4 الاف نقطة في حين تجاوز مؤشر داو جونز مستوى 8 الاف نقطة للمرة الاولى منذ شهرين. وارتفع برميل النفط في سوق نيويورك اربع دولارات متجاوزاً مستوى 52 دولاراً. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اعلن في ختام القمة، ان المجموعة، التي تمثل اقتصاداتها نسبة 85 في المئة من الاقتصاد العالمي، خصصت اكثر من تريليون دولار للمؤسسات المالية الدولية، بهدف مساعدة الدول المتضررة من ازمة الائتمان ومساعدة الدول الفقيرة، تُضاف الى نحو خمسة تريليونات دولار، تُنفقها الدول الاعضاء لحفز النمو حتى نهاية السنة 2010. واعلن براون مجموعة اجراءات، اتخذتها القمة، من بينها ضبط «الجنات الضريبية الآمنة» وعمل صناديق التحوط والمضاربات في الاسواق المالية وتكليف المؤسسات المالية الدولية، التي سيتم تحديثها، ومراقبة ما يجري في اسواق العالم «حتى لا تتكرر الازمة». لكنه شدد على ان «الطريق لا يزال طويلاً امام التعافي». ورحبت مستشارة المانيا انغيلا مركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرارات. وقالت مركل «ان القمة توصلت الى تسوية تاريخية لأزمة استثنائية»، في حين قال ساركوزي «اننا حصلنا على اكثر ما توقعنا». في حين رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتقديم رزمة المعونات للدول الفقيرة والنامية. كما اعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان ان القمة «خرجت بقررات تشكل مجتمعة اكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الاطلاق». وفي بيان شامل عن القمة، من 9 صفحات و29 بنداً، قال براون اتفق الزعماء المشاركون على خطط لاعداد قوائم سوداء ل»الجنات الضريبية» وتشديد القواعد المالية واخضاع صناديق التحوط ووكالات التصنيف الائتماني للرقابة. واضاف، بصفته مضيف القمة، «هذا هو اليوم الذي اتفق فيه العالم على التصدي للكساد العالمي. ليس بالكلمات بل بخطة للانعاش العالمي والاصلاح وبجدول زمني واضح»، مشيراً الى ان نظام انذار مبكر سيتم تأسيسه للاحتراز من اي ازمة مقبلة. وقال براون «على رغم عدم وجود حلول سريعة الا ان القرارات تعني اننا يمكننا تقصير أمد الكساد والحفاظ على الوظائف». وأضاف «ان الزعماء اتفقوا على توجيه موارد جديدة تزيد على 1.1 تريليون دولار للاقتصاد العالمي عبر صندوق النقد الدولي ومؤسسات أخرى من ضمنها 250 بليون دولار من حقوق السحب الخاصة للصندوق ستكون متاحة لجميع الاعضاء». واضافة الى ذلك، سيشهد صندوق النقد زيادة موارده الى ثلاثة امثالها بضخ 500 بليون دولار من الاموال الجديدة. واتفقت المجموعة على خطة لتمويل التجارة بقيمة 250 بليون دولار على مدى عامين لدعم تدفقات التجارة العالمية. وعلى ان يسيل صندوق النقد احتياطه من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة. وتوقع البيان «ان تؤدي الاجراءات المنسقة الى زيادة الانتاج العالمي بنسبة 4 في المئة بحلول نهاية 2010»، ما سيؤسس لملايين الوظائف الجديدة» كما تعهدت البنوك المركزية في المجموعة بمواصلة سياسات التوسع في الائتمان ما دام ذلك ضروريا واستخدام جميع ادوات السياسة النقدية المتاحة. وفي وقت لاحق اعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ان المجموعة ستعقد قمة ثالثة في شأن الازمة بحلول الخريف في اليابان لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه في قمتي واشنطنولندن. وقبيل اعلان البيان الختامي قرر البنك المركزي الاوروبي خفض الفائدة على اليورو بنسبة 0.25 في المئة الى 1.25 في المئة، خلافاً لتوقعات الاقتصاديين الذين انتظروا نصف نقطة مئوية مع دخول الاقتصاد الاوروبي في ركود عميق. وارتفع اليورو على الفور 1.2 في المئة الى 1.3384 دولار و133.10 مقابل الين. ووصف دايفيد كوها كبير الاقتصاديين في «جي اي هولدنغز» في فرانكفورت القرار بانه «لعب بالنار» مشيراً الى ان البنك اراد اعطاء الانطباع للاسواق بانه وصل الى الحد الادنى تقريباً. ويخشى المركزي الاوروبي من ان يؤدي خفض الفائدة الى مستويات متدنية الى هجرة رؤوس الاموال للاستثمار في عملات اكثر تنافسية. وفي موازاة ذلك ارتفعت مؤشرات اسواق الاسهم في مختلف انحاء العالم واقفلت الاسواق الآسيوية في اعلى مستوياتها منذ ثلاثة شهور، وانهى مؤشر «نيكاي» لبورصة طوكيو يوم التداول مرتفعاً 4.2 في المئة، مع امل المستثمرين بان تسفر قرارات القمة عن بوادر ايجابية. وبعد صدور البيان الختامي اقفلت بورصة لندن مرتفعة الى 4124.7 نقطة (4.28 في المئة) وبورصة فرانكفورت عند 4381.92 (6.07 في المئة) وبورصة باريس عند 292.06 نقطة (5.37 في المئة) في حين فتحت الاسواق الاميركية مرتفعة وحقق مؤشر داو جونز 200 نقطة في ساعة التداول الاولى.