انتقد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الهجمات التي نفذها مسلحو حزبه واستهدفت رجال الأمن والجنود الاتراك في جنوب شرقي تركيا اخيراً، مشدداً على أنها «غير ضرورية وستؤدي الى بناء جدار من العداء بين الأكراد والأتراك». وصرح شقيقه محمد أوجلان، الذي زاره الاسبوع الماضي في سجن جزيرة إمرالي، بأن زعيم «الكردستاني» ابدى «انزعاجه الشديد» من انباء الهجمات، علماً ان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اكد اول من امس استعداد حكومته للتفاوض مع أوجلان أو استئناف لقاءات مع قادة حزبه في اوروبا، من أجل وقف العنف. يأتي ذلك في اعقاب اعتراف حكومة أردوغان بأن اجهزة الاستخبارات أجرت لقاءات مباشرة برعاية بريطانية مع قادة «الكردستاني» في أوسلو قبل ثلاث سنوات. ونشر حزب «الشعب الجمهوري» المعارض بيانات ادعى انها «مَحاضر هذه الاجتماعات التي رسمت خريطة طريق لتسوية القضية الكردية»، مشيراً الى ان زعيم الحزب كمال كيليجدار أوغلو «لا يمانع في هذه اللقاءات السرية، شرط أن تعلم باقية الاحزاب بحصولها ونتائجها، وألا تنفرد بقراراتها». في المقابل، رفض أردوغان اجراء مفاوضات مع برلمانيي حزب «السلام والديموقراطية» الكردي، باعتبار ان «لا دور لهم أو تأثير على الارض». وانتقد زيارة بعض قادة هذا الحزب مسلحين من «الكردستاني» قطعوا طرقاً في جنوب شرقي تركيا، واعلان دعمهم لهم، وقال :»لا شيء يرتجى من سياسيين يشدون أزر مسلحين ويدعمونهم علناً». في المقابل، طالب نائب حزب «السلام والديموقراطية» حسيب قبلان، بنيل إذن من المحكمة لزيارة أوجلان في سجنه، من اجل الحصول منه على اعلان بوقف النار. واعلن انه سبق ان توسط في مفاوضات أجرتها الحكومة مع أوجلان لايجاد حل فيديرالي للقضية الكردية، مؤكداً أن زعيم «الكردستاني» يرفض فكرة الانفصال عن الدولة التركية. الى ذلك، افادت وسائل اعلام تركية بأن زيادة عدد المنضمين من أكراد سورية الى «الكردستاني» بدعم من دمشق، تسببت في إشكالات داخل قيادات الحزب المنقسمة بين جناحين كرديين، تركي بقيادة مراد قره يلان وسوري بقيادة فهمان حسين. وكشفت صحيفة «أكشام» التركية، أن حسين زميل سابق للرئيس السوري بشار الأسد في دراسة الطب، وأنه يسعى الى السيطرة على الحزب بإيعاز من الاستخبارات السورية، إذ بات الجناح السوري داخل الحزب يطالب بالإشراف على قيادة العمليات وتخطيطها وتكثيفها، فيما يفضل الجناح التركي التريث والاستماع الى تعليمات قد تأتي من الزعيم أوجلان.