توفي صباح امس في بيروت الكاتب والقيادي الفلسطيني شفيق الحوت، عن 77 سنة، بعد معاناة من السرطان. ويُشيَّع ظهر اليوم الاثنين في مسجد الإمام علي في بيروت، ويوارى في مقبرة شهداء فلسطين.والراحل فلسطيني صميم على رغم تحدره من عائلة لبنانية هاجرت من بيروت الى يافا حيث ولد في عام 1932 ونشأ في حي المنشية خارج سور المدينة، ومن هناك رأى بيوت المستوطنين في تل أبيب تنمو، فيما المدينة البحرية الفلسطينية تنكمش على ذاتها. وفي عام 1948 نزحت العائلة الى بيروت حيث أقاربها، لكن الفتى شفيق الذي واصل دراسته في الجامعة الأميركية اعتبر نفسه فلسطينياً باستمرار، وكان من أوائل حاملي مشعل القضية في لبنان، وبعد تخرجه عام 1953 مارس التعليم في مدارس المقاصد الإسلامية ثم انتقل الى الكويت ليعود منها عام 1958 ويتولى إدارة تحرير مجلة «الحوادث» التي أعاد إصدارها سليم اللوزي، وبقي في عمله الصحافي حتى عام 1964، حين ساهم في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وكان اول ممثل لها ومديراً لمكتبها في بيروت. تولى شفيق الحوت (ابو هادر) عضوية اللجنة التنفيذية بين عامي 1966 و 1968 ثم بين 1991 و1993 حين استقال احتجاجاً على اتفاقيات اوسلو. لم يكن شفيق الحوت محتاجاً الى منصب ليناضل من اجل فلسطين التي دافع عنها يومياً من بيروت (حيث تعرض لمحاولات اغتيال عدة) ومن منابر عربية ودولية، وكان يكتب في الصحافة، حيناً باسمه الصريح وأحياناً (خصوصاً في السبعينات) باسم «ابن البلد». ولعل كتابه «بين الوطن والمنفى» الصادر عام 2007 عن دار رياض الريس في بيروت، هو صورة واضحة لحياته القلقة ولإصراره على الحق الفلسطيني. تزوج من اللبنانية بيان نويهض، الأستاذة في الحقوق وابنة عجاج نويهض الذي أدار إذاعة القدس قبل النكبة وشارك الفلسطينيين نضالهم وآلامهم في السنوات الصعبة. وكان الراحل عضواً في «اللقاء الثقافي الفلسطيني» منذ تأسيسه في بيروت عام 1992، وفي «المؤتمر القومي العربي» 1992، وفي «المؤتمر القومي الإسلامي» 1996، وفي «مؤسسة القدس» 2001، وفي «مؤتمر حق العودة» 2002. نعي ووسام ونعاه أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسفارة فلسطين في لبنان وشخصيات ومؤسسات فلسطينية وعربية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» في بيان بثته أمس إن الرئيس عباس نعى «المناضل الكبير ابن يافا البار شفيق الحوت عضو اللجنة التنفيذية السابق، أحد المؤسسين الأوائل للمنظمة منذ انطلاقتها، الذي واكب كل مراحل النضال الوطني الفلسطيني، وتصدر الصفوف في سبيل حماية الهوية الوطنية الفلسطينية، وحقوق شعبه الوطنية الثابتة». وأضاف عباس في بيان النعي أن «خسارة شفيق الحوت هي خسارة وطنية وقومية شاملة، فقد عرفته كل ميادين العمل الوطني والقومي دفاعاً عن فلسطين، كما عرفته جماهير شعبنا مناضلاً صلباً تسلم مهمات ومناصب عدة وكان فيها صوتاً بارزاً ومرموقاً لحماية حقوق هذا الشعب». وزاد إنه واللجنة التنفيذية وكل قيادات العمل الوطني الفلسطيني «يتقدمون إلى شعبنا الفلسطيني البطل وإلى أسرة الفقيد الكريمة بأحر التعازي واثقين بأن الطريق التي سار عليها ستكلل بالنصر». وتابع: «لقد كان شفيق الحوت من أبرز المدافعين عن وحدة التمثيل الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والحريصين على وحدة صفوف هذا الشعب مهما تغيرت الظروف». وقرر الرئيس عباس «منح المناضل الفقيد وسام نجمة الشرف».