شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على حق المغتربين، «الذين نطلب منهم كل شيء ولا نبادلهم ولو بإعطائهم حقهم»، في استعادة الجنسية والاقتراع، خصوصاً في ظل «تطور تقنيات الاتصال ومناخ العولمة المتصاعد». وخاطب سليمان في كلمة ألقاها عصر أمس في افتتاح احتفال إطلاق «صوتنا للوطن - حق المغتربين في انتخابات 2013» أقيم على ميناء مدينة جبيل، الحضور السياسي والمدني، من قصر بعبدا من خلال شاشات ثبتت في مكان الاحتفال، قائلاً: «عشية المغادرة الى أميركا اللاتينية حيث الانتشار اللبناني فاعل ومهم، أحيّي المغتربين الذين أطلقوا ملحمة الاغتراب اللبناني وبنوا الدول التي حلّوا فيها وتبوّأوا مواقع مهمة في السياسة والاقتصاد والفن والتجارة والثقافة وسائر مجالات الحياة». وقال: «لم تستطع الدولة على مرّ العهود الالتفات إلى هذه القدرات والسعي إلى إشراكها في عملية البناء الداخلي، بل اقتصر التواصل بين جناحَي الوطن من خلال الأفراد والعائلات من دون العمل على تأطير هذا التواصل وتنظيمه للإفادة منه في كل المجالات والميادين، إضافة إلى أنّ المغتربين شكّلوا نفط لبنان الأبيض وذهبه الاحتياطي في خلال الأزمات، عملوا دوماً على تجميل صورة الوطن كلّما أمعن أهل الداخل في تشويهها». وقال: «عادت عجلة الدولة بمؤسساتها كافة إلى الانطلاق منذ عام 2008 وأرست الاستقرار الأمني والسياسي على كامل مساحة الوطن، واستؤنفت اجتماعات هيئة الحوار الوطني للبحث في استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، وعمل على إعادة الحضور اللبناني إلى الخريطة الدوليّة بالطرق الديبلوماسية وبلعب دور مميّز خلال العضوية في مجلس الأمن لعامي 2010 - 2011 وترؤسه مرّتين». وأضاف: «ينصرف همنا الأساسي اليوم لتأمين التواصل مع المغتربين مع دول الانتشار لتوسيع مدارك الوطن الصغير وقدراته والاستعانة بدور شبابه لبناء دولة عصرية قوية وعادلة، أوليس قانون الانتخاب الحجر الأساس في النظام الديموقراطي؟ ألا يعتبر انتخاب المغتربين واستعادة الجنسية حقاً من حقوقهم وتعبيراً عن قرار وإرادة للمشاركة في إدارة الشأن العام؟ فكيف لنا أن نطلب منهم كل شيء ولا نبادلهم ولو بإعطائهم هذا الحق؟». وسأل سليمان: «أليس المغتربون مكوناً لبنانياً شاملاً يحملون وطنهم في ضمائرهم وقلوبهم وبات تواصلهم معه أسهل؟ وهل يسهى عن بالنا أن الاغتراب اللبناني أول مظهر من مظاهر العولمة التي طورتها تكنولوجيا المعلومات؟ نص قانون الانتخاب عام 2009 على إشراك غير المقيمين في أول انتخابات فمن البديهي تالياً ممارسة هذا الحق في عام 2013، وأحالت الحكومة على المجلس النيابي مشروع قانون انتخاب يؤكد هذا الحق وتواصل ووزارة الخارجية وضع الآليات العملية لتمكين غير المقيمين من تسجيل نفوسهم في السفارات والقنصليات وهم مدعوون إلى المبادرة إلى ذلك تحضيراً لممارسة هذا الحق. وليكن معلوماً أنّ استعادة الجنسية وحقّ الانتخاب لا يهدفان إلى قلب المعادلات السياسية ولا إلى تحقيق توازنات طائفية. والأمل معقود على السلطة الاشتراعية لإقرار قانون انتخاب عصري ينسجم مع روح الدستور وميثاقيته ويجنّب الاصطفافات المذهبية والطائفية وأحادية التمثيل ويعزز العيش الواحد، ويتيح المجال أمام الشباب اللبناني والمغترب الذين بلغوا الثامنة عشرة للانتخاب أسوةً بشباب الدول التي يعيشون فيها بمحبة واحترام وانفتاح». وحض المغتربين على «عدم التقاعس»، وقال: «الوطن يحتاج إلى طاقاتكم ونجاحكم، غامرتم وهاجرتم بحثاً عن العيش الحر الكريم وكنتم رسل محبة وانفتاح على الآخرين ورسمتم صورةً مشرقةً عن لبنان، كونوا صوت الوطن اليوم، وكونوا على مستوى رسالتكم الاغترابية ليعتز بكم وطنكم الأم وتفتخرون بدوركم بأنكم تتحدرون منه وتنتمون إليه».