قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن اللبنانيين عرفوا «الرد بأفضل طريقة لتجنب» نقل الأزمة السورية الى لبنان، مشدداً على «رغبة فرنسا في أن يكون محمياً» من هذه الأزمة «لأنه قد يكون هناك مصالح للنظام السوري بأن يزعزع استقرار لبنان». وأعلن هولاند، قبيل لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في نيويورك، أن لديه كل الأدلة على أن إيران تتدخل بالسلاح والقوات على الأرض السورية، فيما قالت مصادر فرنسية إن ميقاتي علّق على كلام للرئيس الفرنسي عن تدخل «حزب الله» على الأرض في سورية بالقول: «لا أملك أدلة على تدخله في سورية. قد يكون هذا ممكناً، لكن ما ألاحظه في لبنان أن حزب الله يريد الاستقرار للبلد». وقال هولاند في مؤتمر صحافي: «نؤيد جهود الرئيس اللبناني (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة وأيضاً جهود المعارضة اللبنانية كي يبقى منطق الوحدة الوطنية مصاناً». وذكرت المصادر الفرنسية أن ميقاتي جدد موقفه المعروف باعتماد سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية. وواصل ميقاتي لقاءاته في نيويورك حيث يرأس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتقى كلاً من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول من أمس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد آل نهيان. وإلى بيروت عاد ليل أمس المخطوف اللبناني في سورية الذي خرج الى الحرية أول من أمس عوض إبراهيم قادماً من تركيا ولقي استقبالاً شعبياً ورسمياً على أرض مطار رفيق الحريري الدولي من عائلته وأهالي المخطوفين التسعة الذين ظلوا قيد الاحتجاز لدى خاطفيهم في ريف حلب (محيط مدينة إعزاز). ورافق إبراهيم ضابطان من المديرية العامة للأمن العام اللبناني، على متن رحلة تجارية من إسطنبول. وسبق وصوله حديث أجري معه عبر «سكايب» على الإنترنت كرر فيه طلب الخاطفين اعتذار الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن موقفه المؤيد للنظام السوري. وبعد أن كان زعيم المجموعة الخاطفة المدعو «أبو إبراهيم» قال إن التفاوض مع الجانب التركي لإطلاق الموقوفين التسعة الباقين توقف نهائياً، قال السفير التركي في بيروت إيفان أوزيلديز إن بلاده ملتزمة قضية هؤلاء، مشيراً الى أن «القضية معقدة جداً وأن الحكومة التركية «وظفت كل طاقاتها من البداية لتحرير إخواننا اللبنانيين». وتمنى إبراهيم، في حديث الى محطة «الجديد» في الطائرة من أنقرة الى إسطنبول، أن يتم الإفراج عن رفاقه التسعة، مشيراً الى أن أحدهم علي زغيب يعاني التعب بسبب مرض في القلب. وفور هبوط الطائرة في بيروت، قال إبراهيم أن أمنيته أن يتوحد اللبنانيون من جميع الطوائف. واستقبلته عائلته على باب الطائرة في منظر مؤثر، خصوصاً أنه مضى على خطفه 4 أشهر. كما استقبل إبراهيم وزير الداخلية مروان شربل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إضافة الى النائبين غازي زعيتر ممثلاً حركة «أمل» وعلي المقداد عن «حزب الله»، وحشد من الأهالي الذين حملوه على الأكتاف. وشكر شربل السلطات التركية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يقوم بمساعدتنا، «وهي المرة الأولى التي أعلن ذلك». وتمنى الإفراج عن سائر اللبنانيين قائلاً إن «أبو إبراهيم»، بعد أن يفرج عنهم سيعتذر منهم لأنهم أبرياء». ومن جهة ثانية، تبدأ اللجان النيابية المشتركة في البرلمان اللبناني اليوم مناقشة مشروع قانون الانتخاب الذي يفترض أن تجرى الانتخابات النيابية التي ستكون مفصلية في الربيع المقبل، استناداً الى مشروع قانون أحالته الحكومة يعتمد النظام النسبي ويوزع الدوائر الانتخابية على 13 دائرة مع زيادة عدد النواب الى 134 نائباً، بزيادة 6 نواب يخصصون للمغتربين. وهما مبدآن ترفضهما المعارضة، وكذلك نواب «جبهة النضال الوطني» التي يتزعمها وليد جنبلاط الذي تجرى اتصالات بينه وبين قوى 14 آذار للتوافق على قانون بديل. وقالت مصادر نيابية أن حزبي الكتائب و «القوات اللبنانية» سيعرضان اليوم اقتراح قانون بديل يعتمد دوائر صغرى ومتوسطة، يأملان بأن يكون قاعدة نقاش مع جنبلاط وتيار «المستقبل» للتوافق عليه، بدل اعتماد القانون الحالي الذي يوزع الدوائر على أساس الأقضية.