أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من لندن، حيث التقى عدداً من كبار المسؤولين العسكريين، للبحث في تطوير علاقات التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني، «أن لا عودة إلى الوراء، والجيش لن يسمح أن يكون مكسر عصا أو أن يكون لبنان مرة أخرى ساحة لتصفية الحسابات أو مقراً لتصدير الفتنة أو استيرادها». وأقامت الجالية اللبنانية في المملكة المتحدة احتفالاً تكريمياً للعماد قهوجي، حضرته سفيرة لبنان لدى بريطانيا إنعام عسيران، وفاعليات رسمية واغترابية، وتخللته كلمات أشادت ب «دور الجيش اللبناني وجهود قيادته لإنقاذ لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه». وتحدث قهوجي عن اهمية الزيارة التي قام بها البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان وتأكيد رسالته الحضارية والإنسانية. ودعا المغتربين «الذين دفعتكم الحرب والوضع الاقتصادي إلى الهجرة، إلى عدم التخلي عن لبنان وعن هويتكم اللبنانية وجنسيتكم. فدوركم الذي تقومون به في التواصل مع لبنان والدفاع عن قضاياه المحقة لا بد أن يقترن بحملكم أنتم وأولادكم الهوية اللبنانية والدفاع عنها أياً كانت انتماءاتكم الطائفية والسياسية». وتوقف عند «ما يحصل من أحداث يومية في لبنان، وتلك التي تشهدها البلدان العربية المجاورة لا سيما سورية، وانعكاساتها على الساحة اللبنانية». وقال: «الجيش اللبناني الذي نجح في كسر يد الإرهاب، في مخيم نهر البارد، ونجح في تطبيق القرار 1701 الدولي في جنوب لبنان بالتعاون مع القوات الدولية «يونيفيل» يعمل جاهداً بالإمكانات المتوافرة والضئيلة على ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود وفي الداخل». ونبه الى ان «إسرائيل لا تزال تتربص بنا، والأحداث في سورية ترخي بظلالها علينا، والمنظمات الإرهابية تسعى إلى ضرب الروح اللبنانية، لكن الجيش نجح إلى حد كبير في الحفاظ على السلم الأهلي، وضبط الحدود وتطويق أحداث طرابلس ووقف عمليات تهريب الأسلحة وغيرها من الأحداث الأمنية. ودور الجيش أيضاً، يكمن في الحفاظ على الديموقراطية والحرية في لبنان، وهو مؤتمن عليها كما هو مؤتمن على السيادة والاستقلال». وأكد ان «لبنان سيتجاوز هذا الوضع الدقيق بأقل الأضرار الممكنة بفضل وعي أبنائه، وأنتم في مقدمهم، والتفافهم حول مؤسستهم العسكرية». ومن المقرر ان ينهي قهوجي زيارته اليوم للعاصمة البريطانية التي جاءت بدعوة من نظيره البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز. وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها أي قائد للجيش اللبناني الى بريطانيا وحرصت وزارة الدفاع البريطانية على وضع برنامج مكثف غطى الى حد كبير مختلف الجوانب العسكرية البرية والبحرية والجوية. والتقى قهوجي في اليوم الاول (الاثنين الماضي) نائب وزير الدفاع اللورد استور اوف هافر، وأقام رئيس الاركان الجنرال ريتشاردز وزوجته مأدبة غداء تكريمية لقهوجي وزوجته مارلين قهوجي حضرها عدد من قادة الأركان. وأجرى مع مجموعة «المجلس الحربي» نقاشاً حول المشكلات الامنية في منطقة الشرق الاوسط. وتميز اليوم الثاني من الزيارة بزيارات خاصة الى قواعد عسكرية وقواعد تدريب، بينها المعهد الملكي العسكري في «سندهيرست» حيث تخرج آلاف الطلاب ممن يشاركون في الحكم داخل دول الخليج والأردن. وخلال حفلة العشاء التي اقامتها السفيرة عسيران للعماد قهوجي في دار السفارة، في حضور وزير السياحة فادي عبود، لاحظ قائد الجيش ان اسئلة الجالية اللبنانية تركزت على الوضع الامني وما اذا كان الوطن المعرّض لمقاطعة دول الخليج سيتعافى من ازمته السياسية والاقتصادية. ولخص قهوجي في كلمة ارتجالية الوضع الامني ودور الجيش في توفير السلامة العامة في مختلف المناطق، وقال ان الجيش يساعد رجال الشرطة على أداء ادوارهم، علماً ان دوره في الاصل محصور بحماية الحدود، وتمكن من نشر الامن في الجنوب بمعاونة قوات «يونيفيل» والقوى الحزبية وتمكن من ترسيم الحدود البحرية، الامر الذي يدعم موقف الحكومة في حال قررت استخراج الغاز مثلما تفعل اسرائيل وقبرص».