أكد وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، أن الوضع السياحي في الأردن يُعتبر جيداً في ظل المتغيرات والظروف التي تشهدها المنطقة، وقال في مقابلة مع «الحياة»: «على رغم أن الأرقام السياحية الحالية لا تمثل ما كانت تسعى إليه الوزارة قبل ما يسمى بالربيع العربي، إلا أنها قريبة جداً لجهة العائدات ووضع السياحة عموماً عام 2010، الذي كان من أفضل السنوات للقطاع». وأوضح أن المؤشرات أفضل كثيراً مقارنة بعام 2011، الذي شهد تراجعاً واضحاً وانعكس على الدخل السياحي الذي تراجع أكثر من 16 في المئة مقارنة بعام 2010، لافتاً إلى أن «الدخل السياحي عام 2010 تجاوز 2.5 بليون دينار (3.5 بليون دولار)، لكنه تراجع عام 2011 إلى 2.1 بليون». وأشار إلى نمو خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة نسبته 20 في المئة، أي أن الدخل السياحي بلغ نحو 1.7 بليون دينار، معرباً عن أمله في أن تنتهي السنة بزيادة هذا النمو وأن يصبح قطاع السياحة في المرتبة الأولى في المستقبل. وأشار الفايز إلى أن «قطاع السياحة يُعتبر من أهم أعمدة الاقتصاد الوطني، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، ليس فقط لأنه يشكل 13 في المئة من الناتج المحلي، بل أيضاً لأنه يوفر فرص عمل لأبناء الوطن، إلى جانب الاستثمارات الداخلية والخارجية التي يستقطبها». واضاف: «القطاع يساهم في دعم الاقتصاد وسيكون له شأن أكبر في المستقبل من خلال التوسعة والمشاريع التي هي الآن حيز التنفيذ، ومنها ما أصبح جاهزاً والآخر في مراحل متقدمة نهائية». ولفت إلى «تنافس دائم بين قطاع السياحة وعائدات المغتربين من الخارج، وهذه السنة كانت الأرقام متقاربة جداً». الجولات السياحية وفي ما يتعلق بالجولات السياحية التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، أكد الفايز أنها «تُعتبر جزءاً من النشاطات السنوية، إذ إن الإستراتيجية الوطنية للسياحة تتضمن زيادة أعداد الزوار من دول الخليج العربي، وكان التركيز خلال العام الماضي وهذه السنة على الأسواق العربية والخليجية، إذ نما عدد الزوار الخليجيين حتى آب (أغسطس) الماضي 19 في المئة على رغم التراجع المُسجّل عام 2011». ولم يخف أن «بعض الدول الأوروبية والأجنبية مازال متخوفاً من الأحداث في المنطقة العربية، إذ يعتبرون أن الأردن قريب من الدول غير المستقرة، ما أثر سلباً على أعداد الزوار من هذه الدول لكنهم مع الوقت لاحظوا أن البلد مازال آمناً ومستقراً، ليعود ويرتفع العدد في آب الماضي مقارنة بالعام الماضي»، لافتاً إلى تفاوت بين دولة وأخرى لجهة عدد الزوار. وأضاف أن عدد السياح منذ بداية السنة حتى آب بلغ 4.3 مليون زائر، بينما بلغ عدد زوار المبيت 2.9 مليون، بزيادة نسبتها 7.4 في المئة. الاستثمارات السياحية وفي ما خص الاستثمارات السياحية، أكد الفايز وجود «استثمارات كبيرة في مجال السياحة في الأردن، فهناك الكثير من المشاريع والفنادق الرئيسة على المستوى العالمي قيد الإنشاء حالياً، والاستثمارات قائمة ومستمرة على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها الأردن والعالم»، مبيناً أن «الأردن استطاع استقطاب الاستثمارات لأنه أثبت أن الاستثمار فيه آمن ومجدٍ لجهة العائدات، وقطاع السياحة خير دليل على ذلك». وأوضح أن «الربيع العربي من الأسباب الرئيسة لتراجع قطاع السياحة، لكن هناك أسباب أخرى منها الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة وارتفاع أسعار الوقود الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار النقل، إضافة إلى الصورة غير الدقيقة التي تُنقل عما يحدث في المنطقة». وأضاف «الإستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام 2011-2015 تتضمن رفع نسبة مساهمة السياحة الداخلية 30 في المئة بحلول عام 2015»، لكنه لم ينكر أهمية السياحة الخارجية التي تضخ العملة الصعبة إلى البلد، مشيراً إلى أن «الوزارة تعمل على متابعة الخدمات المقدمة في المناطق السياحية الأردنية».