أعادت الأحداث الأمنية في سيناء تسليط الضوء مجدداً على اتفاقات «كمب ديفيد» الموقعة بين مصر وإسرائيل. ففيما أعلنت مصر أنها تنوي العمل على تعديلها على أساس أن الوضع في سيناء «قضية أمن قومي مصري»، رفضت إسرائيل ذلك تماماً، معتبرة انه أمر غير وارد. في هذه الأثناء، تبنّت جماعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم «أنصار بيت المقدس» المسؤولية عن هجوم نفذه ثلاثة مسلحين الجمعة الماضي على الحدود الإسرائيلية، معتبرة أن العملية التي هدفت إلى الاحتجاج على الفيلم المسيء كانت ناجحة، وأن منفذي الهجوم تمكّنوا من قتل ثمانية جنود إسرائيليين. وقالت الجماعة، في بيان نشر مساء أول من امس، أنها أطلقت اسم «غزوة التأديب» على الهجوم، مضيفة: «امتشق إخوانكم في جماعة أنصار بيت المقدس سلاحهم وعقدوا العزم على تأديب اليهود لبشاعة أفعالهم وضلوعهم في إنتاج هذا الفيلم، فتم الإعداد للعملية التي تم اختيار 3 من المجاهدين المدربين على أعلى مستوى لتنفيذها داخل الحدود بأكبر قدر من الخسائر»، مؤكدة «سقوط 8 من القتلى الإسرائيليين على الأقل». واشارت الى أن منفذي العملية «تسللوا إلى الجانب الإسرائيلي عند العلامة الدولية الرقم 46 قرب قرية الجايفة جنوب معبر العوجة فجر الخميس، وظلوا داخل الجانب الآخر حتى موعد تنفيذ العملية ظهر الجمعة»، متوعدة بتنفيذ «عمليات نوعية أخرى انتقاماً لقيام (جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الخارجي) موساد بقتل القيادي الجهادي في الجماعة البدوي إبراهيم عويضة داخل أراضي سيناء». وغداة هذا البيان، شدد الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية ياسر علي على أن الأوضاع في سيناء «شأن مصري خالص وقضية أمن قوي مصري وجزء من منظومة الأمن القومي المصري». في الوقت نفسه، كشف مستشار الرئيس المصري محمد سيف الدولة في تصريح لوكالة «الاناضول»، انه سيتقدم خلال أيام باقتراح لرئاسة الجمهورية يقضي بتعديل «كمب ديفيد»، خصوصاً المادة الرابعة المتعلقة بالترتيبات الأمنية على الحدود، والتي يقيّد ملحقها الأمني حق مصر في الدفاع عن سيناء. واعتبر أن هذا التعديل «مطلب شعبي وضرورة استراتيجية وأمنية»، مضيفاً أن اتفاقات كمب ديفيد حولت سيناء إلى «منطقة نشاط للعناصر الإجرامية، وبينها بلا شك شبكات التجسس». وكان الرئيس محمد مرسي قال في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، قبيل زيارته المرتقبة لنيويورك اليوم، إن على الولاياتالمتحدة مساعدة الفلسطينيين على إقامة دولتهم المستقلة إذا أرادت أن تحترم مصر اتفاقات كمب ديفيد. وسارع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى الإعلان عبر الإذاعة الإسرائيلية العامة أن إسرائيل «لن توافق على أي تعديل في اتفاقات كمب ديفيد». ميدانياً، شهدت سيناء أمس هدوءاً في العمليات العسكرية، باستثناء عمليات تمشيط قرب الشريط الحدودي عند رفح، وتكثيف عمليات الفحص والتفتيش على الأكمنة والطرق المؤدية إلى الحدود، علاوة على إحكام السيطرة على مداخل المحافظة ومخارجها. وكان وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات مساء أول من أمس مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الوضع في سيناء.