تسارعت الأحداث في شبه جزيرة سيناء أمس وسط توتر شديد في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب في أعقاب مقتل 3 رجال شرطة، بينهم ضابط برتبة نقيب، وإصابة آخريْن في قصف إسرائيلي على الحدود المصرية. كما أشعل سقوط القتلى الغضب الشعبي إذ تظاهر أمس المئات في ميدان التحرير وأمام السفارة الإسرائيلية مطالبين بطرد السفير وقطع إمدادات الغاز إلى الدولة العبرية. وتقدم الجيش المصري باحتجاج رسمي لإسرائيل، وقال مسؤول عسكري: «تقدمت مصر باحتجاج رسمي لإسرائيل على خلفية الأحداث التي وقعت على الحدود، وطالبت بإجراء تحقيق عاجل في الأسباب والملابسات المحيطة بمقتل» العسكريين. وفتحت الأحداث الأخيرة في سيناء الحديث مجدداً على مصراعيه عن ملف «تنمية سيناء كضرورة للأمن القومي المصري»، كما جددت الحديث عن ضرورة «إجراء تعديلات على اتفاق كمب ديفيد يسمح بوجود أكبر للأمن على أرض سيناء». وعلمت «الحياة» أن رئيس أركان الجيش، نائب رئيس المجلس العسكري الفريق سامي عنان وصل أمس إلى سيناء حيث ترأس اجتماعات أمنية لبحث الوضع فيها، وأفيد أنه «سيقود العمليات الأمنية التي تحصل في سيناء لتطهيرها من الأصوليين». وأفادت مصادر مطلعة «أن تعزيزات ضخمة وصلت إلى سيناء في محاولة من السلطات لفرض الأمن». وقالت مصادر مطلعة إن خطوط اتصال فتحت بين القاهرة وحركة «حماس» من أجل توقيف «مطلوبين» لدى مصر يتخذون من غزة ملاذاً آمنا لهم، مشيرة إلى أن تلك العناصر ترتبط بعلاقات مع متشددين نفذوا هجمات داخل سيناء خلال الأشهر الأخيرة. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مصدر عسكري أن ضابطاً وشرطييْن قتلا في غارة إسرائيلية كانت تستهدف عناصر مسلحة متورطة في الهجمات التي تعرضت لها مدينة إيلات، فيما أوضحت مصادر أمنية أن قوة تأمين الحدود المصرية عند العلامة الدولية الرقم 79 تعرّضت لإطلاق نار من مصدر لم يحدد بعد، ما أسفر عن استشهاد النقيب أحمد جلال (29 سنة)، والمجندين أسامة جلال إمام (25 سنة) وطه محمد إبراهيم (26 سنة) متأثرين بإصاباتهم، كما أصيب مجندان آخران. وقال مصدر أمني مصري أن معبر رفح لم يغلق اول من امس أمام تنقل الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه أغلق بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية في الخامسة مساء. ولفت إلى أن مصر أغلقت المعبر أمس لمناسبة العطلة الأسبوعية، على أن يعاود العمل السبت. إلى ذلك، تصاعدت ردود الفعل الشعبية الغاضبة على مقتل المصريين الثلاثة بنيران إسرائيلية، إذ تظاهر مئات المصريين أمس في ميدان التحرير قبل خروجهم في مسيرة وصلت إلى السفارة الإسرائيلية في ضاحية الدقي، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة واتخاذ إجراء حازم تجاه الممارسات الإسرائيلية، وداعين إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وشن الأمين العام السابق للجامعه العربية عمرو موسى هجوماً عنيفاً ضد إسرائيل، داعياً إلى ضرورة اتخاذ المجلس العسكري موقفاً حازماً تجاهها. وقال في بيان له: «يجب على إسرائيل أن تعي أن اليوم الذي يقتل فيه أبناؤنا بلا رد فعل مناسب وقوي قد ولّى إلى غير رجعة»، مطالباً ب «استدعاء السفير الإسرائيلي فوراً وطلب تحقيق عاجل في هذا الاعتداء». ودعا حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعه «الإخوان المسلمين»، المجلس العسكري إلى اتخاذ موقف حازم تجاه العدوان الصهيوني على الجنود المصريين.