أكدت مصادر أمنية مصرية واسارئيلية وقوع اشتباك بين مجموعة مسلحة انطلقت من سيناء ودورية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، ما أدى الى مقتل المسلحين الثلاثة وجندي إسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته «أحبطت عملية تفجير كبيرة»، وأنها قتلت «ثلاثة مخربين كانوا يعتزمون على ما يبدو التسلل إلى إسرائيل وتفجير أنفسهم في عمل إرهابي ضخم بهدف قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين». وطبقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن «مسلحين وصلوا من سيناء إلى جبل حريف وسط الحدود بين مصر وإسرائيل حيث يقوم إسرائيليون، تحت حماية جنود مسلّحين، ببناء جدار الأسلاك الشائكة الحدودي الذي تقيمه إسرائيل على طول الحدود في سيناء، وقاموا بتفعيل عبوة ناسفة وأطلقوا النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تحرس أعمال بناء السياج». وأضافت أن الاشتباك شهد إطلاق نار عنيفاً أدى الى استدعاء قوات إسرائيلية إضافية. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «المخربين كانوا مزنّرين بأحزمة ناسفة وسترات واقية ويحملون البنادق»، و«تم منع تسللهم إلى إسرائيل». وأضاف أنه لا يملك الجواب القاطع عما إذا كان الهجوم المسلح مرتبطاً بعملية الاغتيال التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي قبل أيام بحق عناصر في حركة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، «وإلى الآن، لا علم لدينا بالنية التحتية التي مهدت للعملية، وفي الساعات القريبة سنجري تقويماً للأوضاع». ونقلت صحف إسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الأخير يعاني من قلة المعلومات الاستخبارية عن نشاطات «الخلايا الإرهابية غير الغزيّة» في شبه جزيرة سيناء. وأضافت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلحظ في الفترة الأخيرة «تعزز نفوذ الأصولية الإسلامية، وتأثير حركة السلفيين المصرية على القبائل البدوية المنتشرة في سيناء». واعتبرت مصادر عسكرية موقع الحادث «الأصعب لبناء السياج بين جبال وصخور عالية». رغم ذلك، أشارت إلى أن الانتهاء من بناء السياج بطول 230 كيلومتراً سيكون بعد ستة أسابيع، وأنه لم يتبق سوى مقطع من 20 كيلومتراً. وتابعت أن «المحور الذي عبره المخربون من سيناء إلى موقع الحادث معروف للجهات الأمنية كمحور رئيس لتهريب المخدرات من مصر إلى إسرائيل»، وأن جهات عسكرية حذرت أخيراً من احتمال استغلال هذا المقطع لتنفيذ عمليات. ودعا النائب من حزب «ليكود» الحاكم داني دانون الحكومة إلى وقف «فوضى قواعد الإرهاب في سيناء، والعمل على وضع حد مرة واحدة والى الأبد، للتهديدات الإرهابية من الجنوب». واضاف أنه ينبغي على إسرائيل أن «تنظف خلايا الإرهاب في غزة، وأن تطالب مصر بشكل واضح بأن تقضي على قواعد الإرهاب في سيناء». من جانبها، دفعت قوات الجيش المصري في سيناء بتعزيزات إلى وحدات حرس الحدود في أعقاب الحادث، كما أجرت الأجهزة الأمنية تمشيطاً مكثفاً لمنطقة الحدود لتتبع أي شخص له علاقة بالحادث. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصادر امنية مصرية قولها إن المعلومات الواردة عن الحادث تشير إلى أن المسلحين الثلاثة هاجموا إحدى الدوريات الإسرائيلية على الحدود وأطلقوا النار عليها، ما أدى إلى مقتل أحد الجنود الإسرائيليين واصابة نحو ثلاثة آخرين، فيما تعاملت القوات الإسرائيلية مع المسلحين حتى لقوا مصرعهم. وأضافت أن حسب المعلومات الواردة، فإن العناصر الثلاثة كانوا يحملون عبوات ناسفة وينوون تفجيرها داخل إسرائيل، إلا أن القوات الإسرائيلية بادرت بالقضاء على اثنين منهم، بينما فجر الثالث نفسه بالعبوة الناسفة. ورجحت «ان يكون مصريون من بين المهاجمين». وتابعت أنه تم تشكيل لجنة أمنية مشتركة من الأجهزة الأمنية المعنية بالحدود تقوم بتمشيط المنطقة الحدودية.