شبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجيش السوري بتنظيم «القاعدة» في العراق. وقال، في تقرير، «أن القوات الحكومية السورية والاستخبارات وميليشيات الشبيحة ترتكب انتهاكات منها أعمال القتل والتشويه والاعتداء الجنسي». في الوقت نفسه تمسك الرئيس السوري بشار الأسد ب»محور المقاومة» الذي يضم سورية وايران و»حزب الله». وقال خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في دمشق أمس أن «المعركة الجارية حالياً لا تستهدف سورية فحسب، إنما منظومة المقاومة بأكملها» في حين أعرب الوزير الإيراني عن اعتقاده بأن الأزمة يمكن حلها عبر تعاون إقليمي منسق، وقال: «نحن بحاجة الى مشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تلعب دوراً وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة للتصدي للمشكلات في المنطقة». وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن «الفرصة الأخيرة للنظام السوري انتهت منذ عام ولسنا في انتظار فرص أخرى». وأضاف، في مؤتمر صحافي «ان ممثل الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أبلغني ووزراء خارجية مصر وتركيا وإيران أن الأوضاع في سورية غير إنسانية وغير آدمية وأن المساجد والكنائس تدمر». وأوضح أن الإبراهيمي ذكر منذ البداية أنه يريد أن يدرس الوضع على الأرض ولن يتسرع في تقديم مقترحات. واعرب رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا عن تحفظه عن مشاركة ايران في المساعي الجارية لايجاد تسوية للوضع في سورية في اطار «مجموعة الاتصال» الرباعية. وقال لوكالة «فرانس برس»، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في الدوحة: «أبلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم ايران الى الرباعية»، مطالبا طهران ب»الوقوف على الحياد في اقل الاحوال». ومع استمرار المعارك الضارية في حلب وسقوط اكثر من 120 قتيلاً، غالبيتهم في منطقة دمشق، أُعلن ان النقطة الحدودية الثالثة في تل ابيض مع تركيا سقطت في ايدي قوات المعارضة. وكان قادة المعارضة ومسؤول عسكري تركي اعلنوا ان النقطة الحدودية في تل ابيض مع تركيا سقطت في ايدي قوات المعارضة التي استطاعت ايضاً قطع الطريق السريع الذي يستخدمه الجيش لنقل امداداته من اللاذقية الى حلب عبر احتلال قرية برج القصب قرب اللاذقية. وتكشف هذه القرية على كل المنطقة الجبلية الواقعة في شمال غربي سورية من الحدود مع تركيا حتى هضاب اللاذقية على البحر المتوسط. وتشرف برج القصب على جبلين يقعان قبالة منطقة اللاذقية الساحلية، جبل التركمان الذي يعيش فيه تركمان يتكلمون اللغة التركية، وجبل الاكراد الذي لا يسكنه اكراد كما يدل عليه اسمه، بل عرب من السنة. وفي اشتباكات، هي الأسوأ من نوعها منذ أسابيع في دمشق، أعلن مقاتلون من المعارضة الانسحاب من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي جنوبالمدينة بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت أياماً عدة وأدت إلى سقوط عشرات القتلى. وكررت «الهيئة العامة للثورة السورية» اعلان الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق، وهي حي القدم والعسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، «مناطق منكوبة». وقالت إن «تلك الأحياء تعرضت لحملة همجية شرسة من جيش النظام وشبيحته تجلت بالحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، إضافة إلى القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية منذ 15 تموز (يوليو) الماضي ما دفع بغالبية السكان إلى النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً». كما اتهمت الهيئة القوات السورية «بتنفيذ سلسلة طويلة من الإعدامات الميدانية» في المنطقة. وأشارت إلى مقتل أكثر من مئتي شخص منذ بدء شهر أيلول (سبتمبر) في هذه الأحياء. وفي نيويورك، أضافت الأممالمتحدة الجيش السوري وميليشيات «الشبيحة» الى قائمة الأطراف التي ترتكب انتهاكات ممنهجة وجسيمة ضد الأطفال في العالم. وأوضح تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أن القوات الحكومية السورية والاستخبارات وميليشيات الشبيحة ترتكب انتهاكات منها أعمال القتل والتشويه والاعتداء الجنسي. وتشمل لائحة الأطراف التي تمارس هذه الانتهاكات منظمات وميليشيات في دول عدة منها حركة «طالبان»، وجبهة «مورو» الإسلامية للتحرير وجماعة «أبو سياف» في الفيليبين، وتنظيم «القاعدة» في العراق، و»جيش الرب للمقاومة» وجماعات «الماي ماي» في دولة الكونغو الديموقراطية. وتبنى مجلس الأمن أمس قراراً دان فيه انتهاكات القانون الدولي في ما يتعلق بحقوق الأطفال خصوصاً لجهة «تجنيدهم واستخدامهم وقتلهم وتشويههم واغتصابهم وإخضاعهم لأشكال اخرى من العنف الجنسي واختصافهم وشن الهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع إيصال المساعدات الإنسانية». وشدد القرار الذي حمل الرقم 2068 على ضرورة «محاكمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات من طريق نظم العدالة الوطنية وآليات العدالة الدولية». وأكد القرار الذي أعدته ألمانيا استعداد المجلس «لاتخاذ تدابير محددة الهدف وتدريجية ضد من يتمادى في ارتكاب الانتهاكات». وحصل القرار على 11 صوتاً بعدما امتنعت روسيا والصين وباكستان وأذربيجان عن التصويت متحفظة عن إنشاء آلية في مجلس الأمن لحماية الأطفال في النزاعات المسلحة. وفي واشنطن، اتهمت الادارة الاميركية شركة بيلاروسية حكومية بدعم الجيش السوري والاسهام بذلك «في العنف الذي يمارسه نظام» الرئيس الاسد «ضد الشعب السوري». وقالت وزارة الخزانة، في بيان، ان شركة «بلفنيشبروم سيرفيس» البيلاروسية «قدمت خدمات الى مكتب امدادات الجيش السوري». واضافت ان المكتب السوري «استعد لتسلم قطع يمكن استخدامها كصواعق لقذائف جوية متعددة الاوجه من جانب شركة بلفنيشبروم سيرفيس» في اذار (مارس) 2011، من دون تحديد المكان الذي تم فيه التسليم. وقالت الوزارة انها اضافت الشركة البيلاروسية الى لائحتها السوداء للافراد الطبيعيين او المعنويين الخاضعين للعقوبات بسبب دعمهم النظام السوري. من جهة اخرى، اضافت الوزارة الى لائحتها السوداء 117 طائرة تستخدمها شركات الطيران الايرانية «ايران اير» و»مهان اير» و»ياس اير». وبحسب الوزارة، فان «ايران استخدمت خلال صيف 2012 رحلات هذه الشركات بين طهرانودمشق «لتوصل معدات عسكرية الى النظام السوري». وفي بيروت، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أنه اجتمع في أنقرة بعد ظهر أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إطار وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي يرأسه البرلماني الكويتي محمد جاسم الصقر ويضم في عضويته رئيسي الحكومة السابقين في العراق إياد علاوي، وفي الأردن طاهر المصري لبحث الوضع في المنطقة، خصوصاً في سورية.