كنت زوجته وممرضته ثم مات... فما حقي؟ أنا ممرضة من إحدى الدول العربية، عملت مع عائلة كبيرة، ورب الأسرة من رجال الأعمال، ولكنه مريض منذ فترة، ويعاني من مرض خطر، وحاله الصحية تحتاج للتمريض بصفة دائمة، لذا كان وجودي معه بصفة مستمرة، وكل حركاته تحتاج أحياناً إلى كشف عورته أمامي، وهذا الأمر وهذا التواجد سبب لي وله وكذلك لأسرته بعض المضايقات، فاقترح عليّ أن أتزوجه، ووافقت على ذلك، وبمباركة من أهله، وتم زواجي منه زواجاً صحيحاً، ولكنه في نطاق ضيق، وعشت معه كزوجة وممرضة لأكثر من سنة، وبعد ذلك توفي إلى رحمة مولاه، وبعد وفاته، قام أبناؤه بعمل إجراءات تسفيري إلى بلدي، وأعطوني مبلغاً كبيراً من المال وتم تسفيري فجأة، إذ اعتقدت في بداية الأمر أن المبلغ الذي أعطوني إياه هو عبارة عن حقوقي في تمريض زوجي ووالدهم، ومن دون مقدمات وجدت نفسي في المطار، وسافرت إلى أهلي، وبعد ذلك علم أهلي أنني تزوجت بشرع الله، ولا بد أن آخذ حقي في الميراث بشرع الله أيضاً، وهذا الأمر لم يخطر ببالي إلا أن أهلي أصروا على أخذي لحقي، وهنا وجدت نفسي محتارة، لذا ارغب في معرفة حقي في ميراث زوجي الذي تزوجته وليس لي منه ابن ولم أنجب منه؟ وهل هذا المبلغ الذي أعطاني له أبناؤه يسقط حقي في الميراث، إذ إنهم أعطوني مبلغاً كبيراً من المال، ووقعت على ورقة بيضاء تفيد بأنني أخذت كل حقوقي من زوجي، ولأن المبلغ كبير لم أتردد في التوقيع على هذه الورقة، وهذه الورقة لم يُذكر فيها ميراث ولا أي تفاصيل للممتلكات، ولكن المعلومات التي لديّ أن ثروته كبيرة. - الفترة التي عملتِ فيها ممرضة مع رب هذه الأسرة قبل زواجك به تعتبر في نظر القانون في حكم عقد العمل في ما بينك وبينهم، وعملتي ممرضة لوالدهم لظروفه الصحية الصعبة التي كان يمر بها، إذ إنكِ حضرت للعمل معهم من بلدك كممرضة لوالدهم، وحيث إن الأمر كذلك فإنك تستحقين مكافأة عن مدة خدمتك التي قضيتيها معهم قبل زواجك من والدهم ورب تلك الأسرة، التي لم تحددي في استشارتك سوى المدة التي قضيتها معهم وأنت زوجة والدهم، والتصرف الذي قمت به وهو زواجك من هذا الرجل الذي تمارضينه وترعينه وذلك لتقديم أكبر مساعدة إنسانية له كزوج خصوصاً وهو في حاجة لخدمتك ومساعدتك في مثل هذه الظروف الصحية التي يعاني من مرارتها وآلامها هو نعم التصرف، خصوصاً وجودك معه بصفة دائمة، وأحياناً يحتاج إلى كشف عورته أمامك، وسبب لكِ وله ولأسرته بعض المضايقات، وجزاك الله عنه خير الجزاء. أما قيام أبناء زوجك بتسفيرك لبلدك مع إعطائك بعض المال وكان المبلغ كبيراً في تقديرك بعد وفاة والدهم مباشرةً، من دون أن يعملوا أي اعتبار لعقد زواجك منه الذي تم على سنة الله ورسوله فيه ظلم كبير لكِ وهضم لحقوقك، لأنك أصبحت بذلك العقد والزواج زوجة شرعية له، وتستحقين نصيباً في ميراثه بعد وفاته مع بقية ورثته. أما توقيعك على الورقة البيضاء التي تفيد بأنك أخذتِ جميع حقوقك من زوجك بواسطة أبنائه، أن هذا التوقيع وهذا المستند لا يحرمك من حقك الشرعي في الميراث، وتعتبر حقاً من مكافأتك في تلك المدة المطلوبة التي عملتِ فيها ممرضة لوالدهم وبحسب النظام وما زاد على ذلك يكون خصماً من حقك في الميراث إلا أن حقك في الميراث يكون محفوظاً شرعاً، ويحق لكِ المطالبة به مثلما أصر على ذلك أهلك، ونصيبك هو ثمن التركة تقسم بالتساوي بينك وبين زوجته الأخرى إن وجدت وهي والدة الأبناء، وإن لم توجد زوجة غيرك فلك الثمن فرضاً، والبقية لأولاده تعصيباً للذكر مثل حظ الأنثيين، إذ قال تعالى في كتابه الكريم: «وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)، الآية 12 من سورة النساء.