أكد المتحدث باسم مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية خالد العصيمي في تصريح إلى «الحياة»، أن أمراض الدم الوراثية ليست في ارتفاع مقارنة بالأعوام ما قبل تطبيق فحص الزواج، مما يدل على زيادة الوعي عند أفراد المجتمع، مضيفاً «أن أمراض الدم الأكثر انتشاراً مرض «الألفا ثلاسيميا»، لكن الأكثر احتياجاً للرعاية الطبية هم المرضى المصابون بفقر الدم المنجلي، علماً بأن عدد مرضى «الثلاسيميا بيتا الكبرى» الذين يحتاجون إلى نقل دم دوري في تناقص»، وفيما يتعلق بحاجات مرضى السكلسل للمسكنات، قال: «مرضى فقر الدم المنجلي بحاجة إلى مسكنات للآلام عند نوبات الألم الحادة، في حين أن مسألة أن يكون بعض المرضى وصل إلى مرحلة الإدمان على المسكنات، فهذا يعود إلى تقويم الطبيب المختص بالطب النفسي والإدمان لمعرفة هل المريض يسيء استخدام تلك العقاقير أم لا»، وحول توفير مستشفى خاص لأمراض الدم، قال: «هناك مستشفى لأمراض الدم الوراثية قيد الإنشاء بتكلفة 172 مليون ريال، وسيقدم خدمات طبية متقدمة في هذا المجال والواقع في بلدة العوامية». وأشار إلى «عدم وجود إحصاء يمكن الرجوع إليه لمعرفة مدى نجاح برنامج فحص ما قبل الزواج، وقال: «هو بحاجة إلى دراسة إحصائية للمقارنة»، أما فيما يتعلق بنسبة المراجعين البالغين من الذكور في قسم فقر الدم المنجلي بمركز أمراض الدم الوراثية فهو قرابة 2000 مريض، إضافة إلى 50 مريضاً ل «الثلاسيميا بيتا الكبرى»، مما يحتاج إلى نقل دم بصفة دورية، في حين لا يوجد إحصاء دقيق بنسبة الذكور إلى الإناث حتى الآن». يذكر أنه كان في السابق تنتظر أسرة الشاب والفتاة صدور نتائج تحاليل فحص ما قبل الزواج بالتوافق أو عدمه، تلك الورقة التي تشمل نتائج عدد من التحاليل «أمراض الدم الوراثية بشقيها الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، إضافة إلى تحليل نقص المناعة المكتسب الأيدز، والتهاب الكبد الوبائي»، وكان المتبع سابقاً تدوين عبارة توافق، أو غير توافق، و للشاب والفتاة حرية القرار هذا بعد اطلاعهم على تداعيات قرارهم مستقبلاً، أما الآن وبحسب مأذون أنكحة، فإن الزوج «يحضر الورقة كدليل على إجراء التحليل، ولا نعلم نتائجه، فحصر النتيجة وإخبار الزوجين وولي أمر الفتاة فقط يعطيهم مجالاً للتحايل، وعدم إطلاع الجميع ومداراة الحقيقة، خشية توجيه النقد لهم، ولا يزال هناك من يجازفون بمستقبل أبنائهم، وليس لديهم نظرة مستقبلية، وفي السابق حال استلام النتيجة وإطلاع الأسرة أو مأذون الأنكحة عليها، كان الجميع يتولى عملية النصح والإرشاد، بعكس ما هي عليه الأمور الآن، فالنتيجة سرية، ويتم إطلاع طرفي العقد بنتيجة الزواج حال كانت النتيجة عدم توافق وهذا ما نصت عليه الورقة». وأفاد مصدر في مستشفى القطيف المركزي أنه «تم تغيير ورقة نتائج الفحص قبل نحو ثلاثة أعوام، وهي بتعميم صادر من وزارة الصحة، وفي حال عدم التوافق يتم إحضار الطرفين، الشاب والفتاة مع ولي أمرها، وإطلاعهم على نتيجة القرار حال إصرارهم على الزواج على الرغم من عدم التوافق، ويتم توقيعهم في العيادة على ورقة تفيد بذلك». وأضاف المصدر» نواجه حالات غضب وسخط من البعض، كما نواجه بالسب والشتم وأحياناً تصل إلى الضرب حال كانت النتيجة غير توافق، ويعترض البعض على استدعاء الفتاة بمعية ولي أمرها ويعتبرون الأمر شخصياً»، وأكد «لا نزال نستقبل أطفالاً مصابين بالأنيميا المنجلية، كما لا نزال نواجه قلة وعي وإصرار على الزواج من البعض، والنسبة تعتبر مناصفة»، وقال: «نحن بحاجة لبث الوعي أكثر، والمجتمع بحاجة لأن يقف على تلك الحالات ويعرف مدى معاناتها، فلا يتكشف ذلك إلا بعد الزواج والإنجاب، وعليه يقضون حياتهم في المستشفى أكثر من المنزل، ويولد لهم طفل أول لغة يتعلمها لغة الأدوية وأول إحساس هو إحساس وخز الحقن». وأشارت المصادر إلى أن «نسبة الذين استجابوا للمشورة الطبية للفحص الصحي قبل الزواج، ولم يتموا عقد الزواج منذ بدء العمل به مطلع 1425 حتى نهاية رمضان الماضي بلغت46.7 في المئة»