شهد مهرجان التمور والنخيل الأول في الأحساء «للتمور وطن» ارتفاعاً في الأسعار وإقبالاً مستمراً من تجار التمور من دول الخليج، الذين أكدوا أن سوق الأحساء شهدت هذا العام تطوراً كبيراً وتنظيماً واسعاً كانت تفتقده من قبل، فيما أشار مزارعون إلى أن حركة البيع انتعشت كثيراً، كما أنها جعلت الأسعار في نطاقها المعقول التي لا تظلم المزارع والمشتري في الوقت نفسه. وذكر مدير المزاد رئيس البرامج والفعاليات في المهرجان بدر الشهاب، أن المزاد بدأ يستقبل وفوداً من دول الخليج عقدوا عدداً من الاتفاقات لشراء كميات كبيرة من التمور بمئات الآلاف، وبلغت مبيعات ثلاث ساعات فقط من يوم أول من أمس 3.5 مليون ريال وهو رقم قياسي لم يسجل لأي مهرجان تمور في المملكة، مبيناً أن أعلى سعر للمنّ سجلّ 4730 ريالاً، فيما سجل أدنى سعر 870 ريالاً، إذ دخلت إلى ساحة السوق أكثر من 400 سيارة. وأوضح شيخ سوق تمور الأحساء عبدالحميد الحليبي، أن تدفق كميات التمور في المهرجان قوية جداً وتجاوزت التوقعات، وتميز المعروض من التمور لهذا العام بجودته حجماً ولوناً بشكل لافت، ولاقى إقبالاً كبيراً من تجار الداخل والخارج، معتبراً أن هذا يعزز من سعر التمور، ويجني المزارع ثمار جهده وتعبه. يذكر أن أصناف التمور والرطب الشهيرة التي تنتجها الأحساء أكثر من 55 صنفاً، أشهرها الخلاص والشيشي والرزيز والشبيبي والزاملي والوصيلي والحاتمي والغر والكاسبي وأم رحيم والخصاب والغر والشهب والهلالي والمجناز. والتقت «الحياة» عدداً من رجال الأعمال وتجار التمور من دول الخليج، ومن مناطق المملكة في الساحة العامة للسوق، والتي شهدت صفقات لشراء أطنان من التمور، إذ أشار عبدالله الهاجري تاجر تمور من دولة قطر إلى أن تمور الأحساء تميزت هذا العام عن بقية المناطق بالجودة العالية، لافتاً إلى أن عرض التمور في وقت واحد بين البائع والمشتري هو أمر في مصلحة الطرفين. وطالب الهاجري بأن تفتتح في الأحساء بورصة خاصة للتمور كون الأحساء عاصمة التمور في العالم، ويصعب أن تزرع وتنتج تمور في مكان في العالم مثل تمور الأحساء مهما عمل المختصون والمهتمون، وذلك بسبب تربتها الطيبة والمياه الحلوة والعناصر الأخرى الملائمة لإنتاج تمور بجودة عالية. وقال خالد العجمي من دولة الكويت (تاجر تمور)، إن عدداً من شركائه عقدوا صفقة بأكثر من مليون ريال مع تجار تمور في الأحساء، مؤكداً أن سوق التمور لهذا العام تميزت بحسن التنظيم والجودة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع قيمة التمور، مضيفاً: «نحن من رواد سوق الأحساء سنوياً، ولمسنا في هذا العام أن الأسعار أعلى بكثير من السنوات الماضية». واعتبر فيصل الجمعة وهو تاجر من الكويت، أن تمور الأحساء تعد الأشهر والأفضل في منطقة الخليج، وهو ما يدفع التجار لشراء عشرات الأطنان من التمور سنوياً وتسويقه داخل الكويت وخارجها، وأشاد بفكرة المهرجان وبتعاون جميع التجار والمزارعين مع القائمين على المهرجان. وأبان أنه سيقوم بالتعاقد مع أصحاب النخيل الكبيرة والمميزة في هذه السنة لشراء التمور قبل دخولها السوق، باعتبار الجودة والأسعار يمكن أن ترتفع في العام المقبل، ولضمان الحصول على تمر ذي جودة عالية يستحق الشراء بالسعر الذي يستحقه، خصوصاً أن تمور الأحساء مشهود لها منذ القدم بجودتها وطعمها المميز والفاخر والمتنوع. وأشاد نايف الظاهري وهو تاجر من جدة بجودة تمور الأحساء في هذا العام ونظافتها، واعتبر أن استمرار هذا الجهد من حسن العرض واهتمام المزارع بتقديم الجودة والنظافة سيسهم في ارتفاع مستمر لأسعار التمور، وسيجني المزارع ثمار هذا الأمر، وكشف أنه عقد صفقة لشراء أكثر من 150 طناً من تمور الأحساء. يذكر أن الفعاليات المصاحبة للمهرجان انطلقت بتقديم عدد من البرامج على خشبة المسرح الخارجي والقرية التراثية في ساحة المهرجان بداية من الساعة السابعة.