قال الرئيس بشار الاسد ان عودة جميع الأراضي المحتلة حتى حدود 4 حزيران (يونيو) عام 1967 «أمر غير قابل للتفاوض أو المساومة»، مؤكداً ان الجولان السوري «سيعود الى الوطن الام»، وان «السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن ان يجتمعا». جاء ذلك في كلمة وجهها امس الى القوات المسلحة عبر مجلة «جيش الشعب» لمناسبة الذكرى 64 لتأسيس الجيش العربي السوري. واستعرضت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) دور الجيش منذ تأسيسه مروراً بدوره في نكبة عام 1948 و«العدوان الثلاثي» على مصر و«تحريره ارادة الانسان» واجزاء كبيرة من الاراضي المحتلة في حرب عام 1973. وزادت: «بعزيمة هذا الجيش، كانت سورية وستبقى عصية على الأعداء لا تؤخذ بالضغوط ولا ترهبها التهديدات ولا تهادن في كل ما يتعلق بالأرض والحقوق والسيادة». وقال الاسد: «أثبتت تطورات الأحداث صحة التوجه وصوابية النهج، وسورية اليوم بفضل لحمتها الوطنية والتفاف الشعب والجيش حول قيادته، أكثر تمسكاً بثوابتها الوطنية والقومية وأشد تصميماً على استعادة كل ذرة تراب وقطرة ماء». وعن عملية السلام، قال الاسد: «ننشد بحق السلام العادل والشامل، لكن الفرق كبير بين الدعوة الصادقة لإرساء أسس هذا السلام وفق قرارات الشرعية الدولية وبين القبول بالمطالب الإسرائيلية المتناقضة مع مقومات السلام تهرباً من استحقاقاته»، مؤكداً ان «السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن أن يجتمعا، وعودة جميع الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران أمر غير قابل للتفاوض أو المساومة، والجولان العربي السوري سيبقى عربي اليد والوجه واللسان، سوري الهواء والماء والأرض والإنسان، وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم». وزاد: «كانت قواتنا المسلحة وستبقى رمز وحدتنا الوطنية التي نعتز بها ونحرص على زيادة منعتها في مواجهة كل الشدائد»، مخاطباً العاملين في الجيش والقوات المسلحة، قائلاً: «كنتم وستبقون معقل الأمل وموئل التضحية وينبوع البذل والعطاء الذي لا ينضب لأن روافده تمتد لتدخل إلى كل بيت في سورية الأبية وشعبها الحي المقاوم الذي تسكنون وجدانه وضميره. هذا التمازج الخلاق بين الشعب والجيش هو النسغ الفاعل والمؤثر الذي تستمد منه السياسة السورية عوامل قوتها».