بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، نظّم «المكتب الإقليمي لشرق المتوسط» التابع ل «منظمة الصحة العالمية» (مقرّه القاهرة)، مؤتمراً حول أنماط الحياة الصحيّة في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بتزايد وتيرة انتشار الأمراض غير السارية (المزمنة)، في «مركز الملك فهد الثقافي» في الرياض، بين يومي 9 و12 أيلول (سبتمبر) الجاري. وأعرب المشاركون في المؤتمر عن أملهم بأن يدفع باتّجاه تفعيل تطبيقات الإعلان السياسي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في منطقة الشرق الأوسط، عبر إصدار «التزام الرياض» الذي يُشدّد على تطبيق هذا الإعلان السياسي في المنطقة. مشاركة من... كرة القدم شارك في المؤتمر وزراء ورسميون معنيون بقطاع الصحة في بلدان الشرق الأوسط. وقدّموا تجربة العمل عبر قطاعات متعددة بهدف تنفيذ برامج الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. وضمّ المؤتمر خبراء رفيعي المستوى من صناديق وبرامج ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، و «الاتحاد الدولي لكرة القدم» («فيفا»)، إضافة إلى أكاديميين وممثلين لقوى المجتمع المدني. وبحث هؤلاء الأوضاع المتّصلة بالأمراض المزمنة في المنطقة. وصرّح الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي ل «منظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط» بأن المؤتمر تجاوب مع الأوضاع الصحيّة في بلدان المنطقة التي تأثّرت بالتطوّرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي جرت خلال العقود الماضية. وأوضح أن السعودية باستضافتها المؤتمر ورعايتها الكاملة لفعالياته، أضافت جديداً إلى إسهاماتها المميّزة في دعم العمل الصحي في إقليم شرق المتوسّط. وأوضح العلوان أيضاً أن التطوّر في معدّل العمر في إقليم الشرق الأوسط في العقود الماضية، يفيد في التعرف إلى تداعيات الأمراض غير السارية على مكتسبات الصحة العامة. وأشار إلى أن مأمول العمر ارتفع من 51 سنة في سبعينات القرن الماضي إلى قرابة 70 سنة ، ما يشكّل أكبر مكسب صحي بين أقاليم «منظمة الصحة العالمية» كلها. وأشار إلى أنه بالتوازي مع هذه النقلة الديموغرافية، شهد الإقليم ارتفاعاً حاداً في إصابات الأمراض غير السارية والوفيات الناجمة عنها. وأضاف: «يقدر أن قرابة 2.2 مليون شخص ماتوا عام 2008 تأثّراً بهذه الأمراض في الإقليم، خصوصاً أمراض القلب والأوعية الدموية، وأنواع السرطان المختلفة، والأمراض التنفسية المزمنة والسكري. ويمثل هذا الرقم 53 في المئة من مجمل الوفيات التي وقعت ذلك العام، إلا أنه يشكل في بعض البلدان 80 في المئة من الوفيات فيها. وسجِل ما يزيد على 95 في المئة من هذه الوفيات في بلدان منخفضة (أو متوسطة) الدخل في الإقليم. ويُتوفى 1 من 3 أشخاص قبل بلوغه الستين. والمؤسف أن أغلب هذه الوفيات يمكن توقّيها. وعلى رغم موارده الكبيرة، سيشهد العالم العربي وعموم إقليم الشرق الأوسط، حدوث 2.6 مليون وفاة بأثر من هذه الأمراض في عام 2015، ثم ترتفع لتصل إلى 3.8 مليون وفاة عام 2030، ما لم تتخذ إجراءات جادة للنهوض بجهود تحسين الرعاية الصحيّة للمصابين بالأمراض غير السارية».