فجر لاعب الوحدة الشاب شاهر الحسيني (20 عاماً) قنبلة جديدة في عالم الاحتراف السعودي عندما قدم شكوى عاجلة ضد إدارة ناديه الوحدة إلى لجنة الاحتراف (بصورتين الأولى إلى الرئيس العام لرعاية الشباب والثانية لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم)، إذ اتهم الوحدة بعدم توثيق عقده الاحترافي الذي وقعه مع النادي مدة ثلاث سنوات في مقابل مليوني ريال، إضافة إلى ما وصفه بالخداع من إدارة ناديه، إذ ارغمته خلال الاتفاق على بدل السكن على توقيع تعهد يجيز للنادي تنسيقه في أي وقت مع اشتراط عدم المطالبة بمبالغ مالية نظير لعبه للنادي، ومحاولة إجباره على التوقيع كلاعب هاوٍ في مكتب رعاية الشباب بمكةالمكرمة في آخر يوم من فترة التسجيل الأولى، وفي النهاية حرمانه من أداء التدريبات بأمر الرئيس علي داود بعد رفضه التحول إلى هاوٍ. وأكد والد اللاعب الدكتور منصور الحسيني أن ابنه ذهب ضحية نظام الاحتراف وعدم احترام العقود الرسمية، ومحاولة التلاعب بالمواهب الشابة من إدارة الوحدة في اعتقاد منها أن جميع اللاعبين ضعفاء أو «غلابة» على حد وصفه ولا يفقهون من نظام الاحتراف سوى التوقيع فقط. وقال الحسيني في تصريح إلى «الحياة»: «ولدي شاهر التحق منذ الصغر بأكاديمية كريم اللنجاوي وتدرب تحت قيادة مدرب انكليزي في الأكاديمية، وعندما انتهى من المرحلة الثانوية، رتبت له خطة السفر إلى ألمانيا على حسابي الخاص، وهناك خاض تجارب ميدانية مع بعض الفرق حتى استقر به الحال في نادي إرلانغن بروك الألماني أحد أندية الدرجة الرابعة، ولعب مع الفريق الأولمبي موسمين متتاليين حتى شارك مع الفريق الأول وأسهم في صعوده إلى الدرجة الثالثة، وأُصدرت له بطاقة لاعب من الاتحاد السعودي الذي حولها مباشرة إلى الاتحاد الألماني متجاوباً مع الخطاب المرسل، وأثناء رحلة ولدي في ألمانيا تلقيت اتصالاً من نائب رئيس لجنة الاحتراف آنذاك أحمد عيد يهنئني بالخطوة الرائدة وينقل لي فرح وسعادة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل باحتراف شاهر في ألمانيا». وأضاف: «عاد شاهر إلى السعودية نهاية الموسم الماضي بناء على رغبة والدته، وتوقعت أن تنهال عليه عقود الاحتراف بحكم أنه مهاجم مميز قاد فريقه السابق للكثير من الانتصارات، ونظراً إلى ميولي الوحداوية عرضت عليه الانضمام للوحدة فوافق بشرط أن يلعب في الفريق الأول، حضرنا في اليوم التالي ومعنا وجدي الطويل الذي اخترناه وكيلاً لأعمال شاهر الذي اشترط قبل التوقيع أن يلعب في الفريق الأول فقط، فوافق رئيس النادي علي داود ووقع مع اللاعب ومعهما مسؤول الاحتراف عبدالعزيز دبلول عقداً مدة ثلاث سنوات في مقابل مليوني ريال وسط حضور عضو شرف النادي إبراهيم عساس، وتسلم اللاعب شيكاً عبارة عن 50 ألف ريال تمثل الدفعة الأولى من مقدم العقد الاحترافي». ومضى الحسيني في شرح قصة ابنه إذ قال: «جاءوا بالأوراق الخاصة ببدل السكن ووضعوا في آخرها ورقة غريبة تمثل تعهد على شكل بنود وتنص على أن للنادي الحق في تنسيقه متى ما أراد، وليس لشاهر الحق في المطالبة بأي مبالغ مالية، كما لا يحق له المطالبة النادي بعلاجه سوى في مستشفى الأمير فيصل بن فهد الرياضي». ويحسب والد شاهر فإن اللاعب وبعد توجهه إلى مكتب رعاية الشباب لتوقيع عقد احترافه في آخر يوم للتسجيل برفقة مندوب النادي، أبلغ من مسؤول كرة القدم في مكتب رعاية الشباب أنه سيوقع على استمارة لاعب هاوٍ، وزاد: «ذهل شاهر واتصل بي فطالبته بعدم التوقيع، ومنع بعدها من اللعب، وعلى الفور أرسلت شكوى عاجلة إلى رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر، ومنها صورتين إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعد ثلاثة أيام اتصلت على صالح بن ناصر وسألته عن حال الشكوى وتهرب مني وقال لم تصلني، ثم طالبني بإرسالها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبعد خمسة أيام حادثته ووجدته وكان تعامله غريباً داعماً لموقف النادي، إذ قال سنعرض الشكوى على المستشار القانوني وسنأخذ رأي النادي بهذا الخصوص وللأسف أنهم لم يردوا علي من 13 رمضان وحتى الآن». واستطرد: «تحدثت بعد العيد مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الذي قال إنه لا يعلم شيئاً عن القضية، ثم بحث عنها وقال ولدك غير مسجل رسمياً في الوحدة وبإمكانه التسجيل في أي نادٍ آخر، ثم أكد لي أنهم غير مسؤولين عن شاهر وهو لا يتبع للاتحاد السعودي وليس لهم به علاقة، وطالبني بتوجيه الشكوى إلى الرئاسة العامة، وسأشكو داود إلى ديوان المظالم وسأواصل القضية إلى الاتحاد الدولي «فيفا» ولن نقف مكتوفي الأيدي». واختتم حديثه قائلاً: «فوجئت من ضمن مهازل القضية بمحاولة عضو الشرف إبراهيم عساس التدخل في الموضوع وهو الذي حضر توقيع العقد، إذ قال لي سنحل القضية ب«علوم القبائل». «الحياة» بدورها حاولت التواصل مع رئيس نادي الوحدة علي داود أكثر من مرة للتعليق على القضية والدفاع عن موقف إدارة النادي لكنه لم يرد على الاتصالات.