جددت السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي موقف بلدها من الفيلم المسيء الى صورة الرسول والاسلام، مؤكدة «ان الادارة الاميركية لا علاقة لها بالفيلم المقزز الذي يهين الشعوب من كل الأديان، ولأميركا تاريخ من التسامح الديني واحترام لكل المعتقدات الدينية، وذلك عائد الى الأسس التي بنيت عليها أمتنا»، مذكرة ب «اننا نتمتع بقوة أكبر لأننا موطن لشعب من كل الأديان، بما في ذلك ملايين من المسلمين، ونرفض احتقار الدين، الا أننا نعتقد أن لا مبرر للعنف الذي قوبل به هذا الفيلم». وكانت كونيللي تتحدث بعد زيارتها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة. وقالت: «الاسلام يحترم الكرامة الأساسية للبشرية لكن الاعتداء على الأبرياء يمس بهذه الكرامة، ومن الخطأ بشكل خاص توجيه العنف ضد البعثات الديبلوماسية، لأن هدف هذه البعثات سلمي لتعزيز التفاهم بشكل اكبر بين الدول والحضارات، وعلى الحكومات في كل مكان مسؤولية حماية البعثات الديبلوماسية»، شاكرة لميقاتي ادانته مجدداً «الاعتداءات التي استهدفت زملائي وأدت الى مقتل ديبلوماسيين أميركيين في ليبيا». وقالت: «بحزن شديد أنضم الى الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون وزملائي الديبلوماسيين في استذكار الذين قتلوا في الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي وهم كريس ستيفنز وفريق عمله الذين كانوا يعملون مع الليبيين كل يوم لتعزيز قيم الحرية والديموقراطية». ولفتت الى ان «لبنان يدرك تماماً أهمية التسامح الديني، وشدد عدد من القادة اللبنانيين صراحة، أنه، مهما كان هذا الفيلم مسيئاً، فالعنف ليس الرد المناسب. علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من الأشخاص بأن تتسبب بنزاع بين الأديان والدول والحضارات، على جميع القادة اتخاذ موقف حاسم تجاه العنف تماماً كما فعل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور». وكان ميقاتي جدد ادانته في تصريح بعد لقاء كونيللي، «الاعتداء الآثم الذي إستهدف القنصلية الاميركية في بنغازي وأودى بحياة السفير الاميركي وثلاثة ديبلوماسيين»، وقال: «ندينه اشد الادانة، ولا يمكن، بأي شكل من الاشكال، تحميل الشعب الأميركي الصديق، مسؤولية عمل فردي اساء الى صورة الرسول ويخفي وراءه مقاصد وغايات مشبوهة يجدر التنبه من انعكاساتها السلبية، وان الغضب الذي اثاره عرض هذا الفيلم المسيء يجب ان يبقى في اطار سلمي وحضاري لا ان يجنح الى ردود فعل مأسوية تناقض في الاساس تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وكل الاديان السماوية الاخرى، وتخدم اهداف الذين انتجوا الفيلم وعرضوه في توقيت ملتبس». وكان الوزير منصور اتصل بكونيللي مقدماً تعازيه بمقتل السفير الاميركي في ليبيا والديبلوماسيين الثلاثة وشاجباً الاعتداء الذي تعرضت له القنصلية الاميركية في بنغازي، وردود الفعل التي جاءت على خلفية الفيلم الاميركي المسيء للرسول وللإسلام.