انتهت أعمال المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب في الرباط، بانتخاب الناقد عبدالرحيم العلام رئيساً للاتحاد. وكانت الدورة الحالية للمؤتمر محط أنظار الكتاب والمثقفين المغاربة، نظراً للأزمة العميقة التي بدأ يتخبط فيها اتحاد الكتاب العتيد منذ إقالة الناقد والجامعي عبدالحميد عقار قبل ثلاث سنوات، بعد نزاع طويل انتهى إلى خلافات عميقة بين الكتاب المنتمين الى الاتحاد، وهو الأمر الذي استهجنه الكثير من الكتاب المغاربة. فهو يمثل الحقل الرمزي والأخلاقي والقيمي الذي من المفترض أن يشتغل فيه وبه الكاتب، اياً كانت إيديولوجيته ونزعته او انتماؤه. ومباشرة بعد ذلك، بقي عبدالرحيم العلام على رأس اتحاد كتاب المغرب، وفق تفويض من المكتب التنفيذي. لكن الخلافات لم تهدأ، والتذمر لم يخفت من حال الاتحاد التاريخي الذي كان يجمع الكاتب الكبير بالكاتب الشاب، واليساري باليميني. أصبحت الحاجة ماسة إلى بعث روح جديدة في الاتحاد. ولا يمكن تلك الروح أن تبعث إلا بانتخاب رئيس جديد ومكتب تنفيذي ينقذ ما يمكن إنقاذه. فكان العلام يرى في نفسه ذلك المنقذ. وجنّد لذلك الغالي والنفيس. فكانت النتيجة حيازته 108 أصوات، مقابل 36 صوتاً لمنافسه الشاعر محمد بودويك. ولم يفاجئ الامر المؤتمرين، فاسم العلام كان يتردد منذ مدة طويلة، على رغم إعلانه أنه لن يترشح لرئاسة الاتحاد، وهو الإعلان الذي لم يتخذه الكتّاب جدياً. وعلى رغم أن الكثير من أعضاء الاتحاد تنفسوا الصعداء مباشرة بعد انتهاء الأشغال وانتخاب الرئيس والمكتب التنفيذي، فإن نسبة مهمة من الكتاب ترى أن الاتحاد سيشهد أزمة جديدة أخطر من السابقة، نظراً الى تراكم الخلافات حول القيادة، وعزوف الكثير من الكتاب عن حضور المؤتمر. وعلى رغم أن العلام قطع عهداً على نفسه بأن يجدد النظر في هيكلة الاتحاد وأن يبلور برامج مبتكرة لمواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فإن هناك من قال بوضوح إن من حضر المؤتمر ليس هم كتاب المغرب، ولذلك طالب أحد الأعضاء في الجلسة الافتتاحية بالتأكد من عضوية مجموعة من الحاضرات والحاضرين خلال الدورة. تمت تلاوة البيان الختامي الذي أكد ميثاق الاتحاد وهويته الثقافية. وثمّة الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي وبنود الدستور الجديد. ودعا البيان إلى ضرورة رد الاعتبار الى الكاتب المغربي، والتشديد على القيم العليا التي تقف في مقدمها حرية التعبير. وشدد البيان على التعجيل بإنشاء أكاديمية اللغة العربية، مع الاهتمام باللغات الأخرى. ونص على وحدة المغرب العربي، وعلى ضرورة فتح الحدود مع الجزائر، من دون نسيان الثغور المغربية المستعمرة إسبانياً.