حضر الشاعر الراحل غازي القصيبي في مهرجان سوق عكاظ مساء الثلثاء الماضي بصفته ممثلاً لشعراء الحاضر أمام عدد من شعراء الماضي، مثل النابغة الذبياني والأعشى، وذلك في مسرحية بعنوان «العكاظيون الجدد»، أخرجها فطيس بقنه، وكتبها صالح المحمود ضمن مجال أدبي يعرف ب«القامات»، وشارك في العمل عشرات من الشباب. بدت فكرة المسرحية فريدة، وهي تجمع شعراء من الماضي والحاضر، وحسناً فعل «سوق عكاظ» حينما اختار القصيبي ممثلاً للحاضر، فمن سواه بحسب ما قال بعض الأدباء، يستطيع أن ينهض بمثل هذه المهمة، «هو الشاعر المجدد الذي استوعب التراث جيداً، ثم انطلق منه إلى فضاءات الحداثة». واستمتع الحضور بشعر القصيبي كما استمتعوا بشعر رموز الجاهلية، وهناك من الحضور من لاحظ غلبة القصيبي على شعراء الماضي، في حين رأى البعض أن المسرحية راوحت بين الماضي والحاضر، «لا غلبة للماضي على الحاضر، ولا انتصار للحاضر على الماضي، كأنهما يكملان بعضهما البعض، وهذا هو جوهر الإبداع والشعر، محطات تتعاقب ومراحل تتجاور». وبدا الممثل رياض الصلحاني قريب الشبه بالراحل القصيبي، كما ظهر عليه استيعابه الجيد لشخصية القصيبي ولشعره أيضاً. وأضفت الموسيقى والألحان التي صاغها خالد العليان بعداً درامياً على المسرحية، ورفعتها إلى مرتبة الإبداع الحق.