أطلق أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل مساء أمس فعاليات الدورة السادسة «ملتقى الحياة» من مهرجان «سوق عكاظ» في موقع السوق بعرفاء الطائف بحضور وزراء وشخصيات رسمية وعدد كبير من المثقفين والإعلاميين السعوديين والعرب. وفي حفلة الافتتاح تم تدشين خيمة السوق التي أنشأتها شركة ابن لادن هدية للمثقفين ودعماً للثقافة، والخيمة تحاكي الواقع والماضي. وفي كلمته اقترح رئيس مجلس إدارة شركة ابن لادن المهندس يحيى بن لادن، أن تقوم الجامعات السعودية بتخصصاتها المختلفة، «بنشر الاكتشافات والاختراعات ضمن فعاليات السوق، لتعم الفائدة جميع المواطنين»، كما اقترح أن تطرح فكرة استخدام الطاقة الشمسية في الإنارة وتسخين المياه والاستخدامات الأخرى للكهرباء، عوضاً عن استخدام النفط في توليدها، وأن تعرض في المهرجان في دورته للعام المقبل. وأشار ابن لادن، في كلمته، إلى أن الأمير خالد الفيصل «لعب دوراً كبيراً في إحياء الماضي من خلال سوق عكاظ الذي يحتضن البرامج العلمية والثقافية المختلفة، مبرزاً مكانة المملكة في الحقل الجامعي والبحثي الذي أوصلها إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً». ورفع ابن لادن باسمه، ونيابة عن رعاة سوق عكاظ، أسمى آيات الوفاء والحب للقيادة الحكيمة على ما تشهده المملكة، من تقدم ورقي في جميع المجالات، داعياً للوطن بكل التوفيق والنجاح. وقبل اختتام حفلة الافتتاح تم تسليم راية عكاظ من النابغة الذبياني إلى الأمير خالد الفيصل، بحضور وزير الصناعات التقليدية المغربية عبد الصمد قيوح. وأهدت الشاعرة السودانية روضة الحاج الفائزة بجائزة شاعر عكاظ، الفوز إلى المبدعات العربيات. وتسلمت الشاعرة الحاج والشاعر السعودي الشاب الفائز بجائزة شاعر عكاظ إياد الحكمي بردتين، ثم ألقيا قصيدتيهما. بعد ذلك شاهد الحضور مسرحية عنترة بن شداد. من جهة أخرى، حذر خالد الفيصل الشباب من الانصياع للحملات الشرسة التي تستهدف الوطن، مؤكداً أن الوطن يحتاج من الشباب إلى نهضة نحو القيادة للعالمية. وأعلن الفيصل أن ندوة النقاش مع الشباب ستكون سنوية بالتزامن مع سوق عكاظ. وقال خلال ندوة بعنوان: «ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه؟» التي استضافتها جامعة الطائف أمس: «نحن نربأ بكم عن الانصياع للهجمة الشرسة من أعدائكم أعداء الإسلام، أنتم قدوة العالم أجمع في التمسك بالقيم الخالدة قيم القرآن والسنة، آباؤكم وأجدادكم يقدمون لكم دولة عصرية، حضارية. إنها بين أيديكم فماذا أنتم فاعلون». وأكد الفيصل أن الفضل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، «صاحب الإنجازات والريادة، في إعادة تاريخ سوق عكاظ». وقال: «تعد سوق عكاظ مركزاً لحوار الشباب، ذلك المبدأ الذي بدأه وتبناه قائد التنمية والفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أطلق الحوار الوطني ثم الحوار بين أتباع الأديان، وأخير الحوار المقترح لأتباع المذاهب، ونحن نسير في ركب القائد من خلفه سلمان». وأكد أن خيمة عكاظ «وجه للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرح للفكر والإبداع، هذه سوق عكاظ الجديدة سوق للإبداع الإنساني ولجميع أنواع النهضة والإبداع، وعليه لا بد من أن يكون هناك مشاركات من المؤسسات الاقتصادية والعلمية والتقنية»، مشيراً إلى أن الإنسان العصري لم يعد في حاجة إلى دمعة الماضي، بل إن الحاجة اليوم إلى ابتسامة المستقبل، فسوق عكاظ سعودية، عربية، إسلامية، وهذا ما يريده أجدادكم الذين أنشأؤوا هذا الكيان، الذين أسهموا في أنجح وحدة عربية في العصر الحديث». وتحدث في الندوة أيضاً رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، قائلاً: «إن الشباب عليهم الاطلاع على الإرث الحضاري والتاريخي لبلدهم ويكوِّنون ذكرياتهم في وطنهم، وينطلقون من خلالها إلى مستقبلهم المشرق على أرضية صلبة»، مشيراً إلى تعزيز الدول استثمارها في البعد الحضاري والثقافي، «كجزء من بناء الوحدة الوطنية والصورة التي تُرسخ مكانتها بين الأمم، والحاجة أكبر لاستشراف هذا البعد المهم لما يحيط بنا من تحديات سياسية وأمنية، ومن شأن الاهتمام بتعزيز البعد الحضاري وتنمية المواقع التراثية والأثرية دفع الحركة الاقتصادية وخلق فرص عمل إضافية للشباب الذين يقبلون على الوظائف السياحية». في ما قال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن عبدالعزيز: «أشعر بالمسؤولية المزدوجة كوني من الشباب وخادماً لهم، فهذه الفئة يجب أن تضع نصب أعينها تسخير نفسها لخدمة دينها ثم وطنها الذي يعد البيت الكبير لكل مواطن». من جهته، لفت وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري إلى ضرورة «مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي،». وقال: «إن تربية الشباب في مجتمعنا أمانة على كل مؤسسات المجتمع وفق المناهج الشرعية، وفي ظل ذلك يأتي برنامج الابتعاث الخارجي الهادف لتنويع ثقافات التعليم لتتبوأ المملكة مراكز متقدمة بين دول العالم». وتحدث وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن دور الشباب في صناعة العصر وثورة الاتصالات. وقال: «أصبحنا أمام واقع إعلامي مختلف، حيث الاستقلالية في صياغة نظام اتصالي جديد يعتمد على الموهبة والإبداع وأصبح مصدراً للصحافة التقليدية، فالإعلام الجديد لا قيود له ولا سدود ولا حدود. إعلام يعمل بالفردية وأمام هذه التحولات أن نتناسى الوصاية وأن نمد يداً جديدة، ولم تقف وزارة الثقافة والإعلام بل وضعت آلية لهذا الإعلام وسهلت تراخيص مزاولته للشباب وهناك إدارة الإعلام الإلكتروني وأعمال الفيديو والأعمال الفنية الأخرى».