أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن الوزارة ستبرم مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتكليف أئمة المساجد بالإسهام في نشر الحملات الصحية التوعوية، إضافة إلى بثها بواسطة وسائل الإعلانات التقليدية الأخرى في المساجد. وذكر مرغلاني ل«الحياة» خلال المؤتمر العربي الدولي لأنماط الحياة والأمراض غير السارية في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية في الرياض أمس، أن وزارته ستكتفي بطرح موضوع الحملة وتترك للوزارات المعنية الطريقة اختيار الأفضل لتنفيذها، إذ إنه عندما يطرح موضوع ما للشؤون الإسلامية هم من يحددون كيف يمكن للإمام صياغة المضمون والتطرق إليه أثناء خطب الجمعة أو في الكلمات التي تلقى بعد الصلاة، مشيراً إلى وجود اتفاقات أخرى ستوقع مع وزارة التربية والتعليم والتجارة والرئاسة العامة لرعاية الشباب وهيئة السياحة وثلاث وزارات أخرى. ولفت إلى أن أطباء ومتخصصين في الأمراض المزمنة طرحوا خلال جلسات «المؤتمر» كثيراً من الأطروحات عن ارتفاع الوفيات نتيجة الأمراض غير السارية، الذي يعد السبب الرئيسي لعقد مثل هذه المؤتمرات، للخروج بتوصيات تقلل نسبة الإصابة بتلك الأمراض وتحسن كفاءة العناية بها، لافتاً إلى أن ذلك قد يجنب العالم العربي والشرق الأوسط 2.6 مليون حالة وفاة عام 2015، و3.8 مليون عام 2030 إذا اتخُذت الإجراءات الصارمة لتوسيع الجهود لذلك. وأضاف أن المؤتمر يحظى بمشاركة 62 خبيراً متخصصاً من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى مشاركة 14 وزيراً للصحة في الدول العربية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بحضور وفود وزارات الصحة، ووزارات الخارجية، ووزارات التخطيط في الدول الأعضاء بإقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وجامعة الدول العربية، وممثلين عن صناديق وبرامج ووكالات الأممالمتحدة، والمؤسسات المالية الدولية، والمصارف التنموية، لافتاً إلى أنه ستتم صياغة خريطة طريق خطة تفصيلية للعمل في العالم العربي والشرق الأوسط، بناءً على استعراض الوضع الراهن للقدرات الإقليمية والوطنية، بغية وضع وتطوير الأهداف والمؤشرات المتعلقة بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، والشرق الأوسط من أجل تيسير أنماط الحياة والخيارات الصحية. من جهتهم، أشار أطباء مشاركون في أولى جلسات اليوم الثاني إلى أولوية رعاية المصابين بالأمراض غير السارية والتغطية الاجتماعية والرؤية العالمية، لمكافحة العمى الناتج من مرض السكري وبرنامج الأدوية الأساسية في لبنان، وأنماط حياة المراهقين وأثر الحملات التوعوية، فيما تناولت بقية جلسات المؤتمر مناقشة تعزيز مراقبة الأمراض غير السارية والتعريف بالعناصر الغذائية والاستخدام المبكر لوسائل الإعلام في الوعي الصحي والأمراض التنفسية المزمنة والوقاية من أمراضv القلب، وكيفية إدماج مكافحة الأمراض غير السارية في أنظمة الرعاية غير الصحية، واختتمت جلسات اليوم الثاني بمكافحة السرطان و«السكري» والوقاية منهما وكيفية الوقاية والسيطرة عليهما. وقال المدير العام للإدارة العامة للأمراض والوراثية المزمنة محمد يحيى صعيدي ل«الحياة»: «إن الوزارة لديها العدد الكافي من الأطباء لمعالجة الأمراض المزمنة، وأطالب بتعاون الجهات الحكومية ووسائل الإعلام بتحمل جزء المسؤولية الاجتماعية والتوعية ببرامج مكافحة انتشار الأمراض غير السارية ونشر نمط حياة الصحي، لأن الوزارة وحدها لن تستطيع أن توجه الحملة وتحمل العدد المتزايد من المرضى من دون تعاون الجميع». من جانبه، لفت الدكتور كريس موري من مؤسسة المعايير الصحية والتقويم في جامعة واشنطن عن تقرير عن تغير عبء الأمراض في المملكة بين أعوام 1990و2010 إلى الأنماط المقدمة أظهرت انخفاضاً سريعاً في نسبة الوفيات التي تسببها الأمراض المعدية والتزايد المتزامن في الوفيات التي تسببها الأمراض غير السارية وعلى رأسها أمراض القلب، والأوعية الدموية والإعاقات التي قد تنتج من الإصابة بالأمراض غير السارية، لافتاً إلى أن المؤتمر سيقدم التوصيات اللازمة لتطبيقها على أرض الواقع. يذكر أن المؤتمر الذي نظمت فعالياته وزارة الصحة في السعودية بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ركز على أنماط الحياة الصحية في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بتزايد وتيرة انتشار الأمراض غير السارية، وشارك فيه مسؤولون من مختلف الوزارات المعنية لتقديم تجربة العمل المتعدد القطاعات للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، إلى جانب عدد من وزراء الصحة من بلدان الشرق الأوسط وخبراء وهيئات إقليمية ودولية صحية.