استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس الثلثاء رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن اللقاء الذي جرى في إقامة جنان المفتي في العاصمة حضره الوزير الأول عبدالمالك سلال ووزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني. ولم توضح الوكالة الجزائرية فحوى المحادثات، لكن يُتوقع أن تكون قد تناولت الأوضاع في المنطقة خصوصاً سورية والتعاون الاقتصادي بين الجزائر وقطر. في غضون ذلك، انتقد قياديون في جبهة التحرير الوطني، الحزب الذي يحوز الغالبية البرلمانية، تعيين شخصية «تكنوقراطية» على رأس الحكومة (عبدالمالك سلال). ويتعرض الأمين العام لجبهة التحرير عبدالعزيز بلخادم لانتقادات شديدة بسبب وعود سابقة بأن الوزارة الأولى ستكون من نصيب الجبهة بعد فوزها الكبير في الانتخابات البرلمانية في أيار (مايو) الماضي. وبدأت جبهة التحرير مساء أول من أمس في تيبازة (70 كلم غرب العاصمة) أشغال «الجامعة الصيفية» التي تُعتبر أكبر تجمع سنوي لها. ونفى بلخادم على هامش أشغال الاجتماع ما يروج عن موقفه المعارض للحكومة الجديدة، مؤكداً أن حزبه يدعم حكومة سلال التي قال إنها عُيّنت من طرف رئيس الجمهورية. وقال إن جبهة التحرير حاضرة بقوة في الحكومة. وأضاف في السياق نفسه أن مخطط العمل الوزاري الذي يحضّره سلال، لا يحيد عن المخطط الخماسي 2010-2014 الذي خُصصت له موازنة مالية قدرها 19 بليون دينار والذي حظي بدعم الحملة الانتخابية لجبهة التحرير في التشريعيات الماضية والذي سيكون ضمن برنامج الحزب لحملة الانتخابات المحلية المقبلة في الخريف. وطمأن بلخادم إلى أن جبهة التحرير قادرة على فرض الرقابة البرلمانية اللازمة على عمل الحكومة. بيد أن خطاب بلخادم أمام مئات المناضلين لا يعكس حقيقة الوضع داخل أكبر الأحزاب الجزائرية، في ظل وجود أصوات رافضة لخروج الوزارة الأولى من أيدي الحزب الفائز بالغالبية النيابية. وتراجع تمثيل جبهة التحرير الوطني في حكومة سلال، الذي خلف أحمد أويحيى، إلى سبع حقائب وزارية مع خروج بلخادم من منصب وزير دولة ممثلاً شخصياً لرئيس الجمهورية.